العدد 2236
الجمعة 28 نوفمبر 2014
banner
«العنابي».. دربه خضر!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 28 نوفمبر 2014

بنتيجة خالفت كل التوقعات.. فازت قطر على السعودية في نهائي «خليجي 22» في سيناريو كان مشابهاً لسيناريو 2001، لكن تغيرت فيه المعطيات بعد أن لعب المنتخب القطري دور القوي وتمكن من قلب الطاولة على صاحب الضيافة المنتخب السعودي وحول تأخره بهدف لفوز بهدفين ضارباً بهذا الفوز أكثر من عصفور بحجر.. فقد أعلن معانقته لذهب الخليج للمرة الثالثة في تاريخه وللمرة الأولى خارج أرضه بعد عامي 1992 و2007، وأصبح متساوياً مع كل من السعودية والعراق في عدد الألقاب.
في الحقيقة سيناريو تتويج «العنابي» بلقب البطولة لم يكن منتظراً من معظم الأوساط الرياضية التي رجحت كفة المنتخب السعودي للفوز بالمباراة وباللقب وذلك لعدة اعتبارات، أولها ان السعودية ستلقى مساندة جماهيرية كبيرة وثانياً تطور أداء المنتخب من مباراة لأخرى وتمكنه من إقصاء المنتخب الإماراتي الذي يعتبر رقمًا صعبًا في البطولة.. بينما وحده الإعلام القطري من راهن على قدرة منتخبه بالفوز باللقب ووثق بإمكانياته ولم تهتز عنده الثقة مطلقاً.. ولم يخيب «العنابي» ظنه وفاز فعلاً باللقب.
المنتخب السعودي قدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق منذ أعوام حيث غابت الروح وانعدم الحماس وسيطر البرود على اللاعبين وكأنهم يلعبون مباراة تجريبية.. طغى على الفريق اللعب الفردي والعشوائي وكانت الجوانب التكتيكة والفنية غائبة تماماً.. مباراة كشفت التخبطات الكبيرة للمدرب الاسباني  لوبيز كارو الذي لم يحسن قراءة المباراة ولم يقرأ نقاط الضعف القطرية والأهم من كل ذلك أنه لم يجهز اللاعبين نفسياً وذهنياً للقاء بالطريقة المناسبة للتعامل مع ضغط المباراة  حيث كان واضحاً تأثير هذه العوامل النفسية التي كانت سبباً رئيسياً في ضياع هوية الفريق في الملعب!!.
وعلى العكس تماماً.. قام المدرب الفرنسي جمال بلماضي بعمل كبير في مرحلة الإعداد للنهائي واتضحت ثماره جلياً في المباراة.. لاعبو المنتخب القطري كان تركيزهم عاليًا جداً في المباراة ونجحوا في تطبيق التكتيك الذي اختاره المدرب بكل اقتدار..  لذلك ظهر الفريق متماسكاً ومنظماً للغاية ولم يتغير شكله طوال المباراة تقريباً، ويضاف له بأنه لعب بأخطاء قليلة خصوصاً على الصعيد الدفاعي، حيث كان خط الدفاع صلباً للغاية خصوصاً بعد استقباله للهدف السعودي المباغت.
أصدقاء الأمس لوبيز كارو وجمال بالماضي سيمران بظروف مختلفة تماماً بعد البطولة.. المدرب الأسباني يواجه شبح الإقالة والتي لن تفصله عنها سوى ساعات قليلة بحسب ما هو متوقع لا سيما أن قرار إقالته كان مطلباً جماهيرياً وإعلامياً ايضاً حتى قبل انطلاق البطولة.. بينما سيقوم الاتحاد القطري بتجديد ارتباطه بالمدرب الفرنسي وضمان بقائه لأطول فترة ممكنة وقد تصل حتى إلى نهائيات كأس العالم 2022 في الدوحة!!.
على ما يبدو أن السعودية قد أصابتها لعنة الغياب عن البطولات بشكل عام وعن كأس الخليج بشكل خاص.. فمنذ أن استُحدث النظام الجديد للبطولة بعد انضمام اليمن والعراق عجزت السعودية عن الفوز باللقب، والأدهى والامر أنها بخسارتها امام قطر تكون قد خسرت النهائي الثالث بعد البطولة التي اقيمت في عدن أمام الكويت 2010 والبطولة التي كانت في عمان امام المستضيف عام  2009!!.. بينما المنتخب القطري كان النظام الجديد فأل خير عليه، فهاهو يحرز ثاني ألقابه في ثاني نهائي يصل له بعد 2007!!.
عموماً.. أبارك للقيادة القطرية وللعشب القطري الكريم على هذا الإنجاز الكبير متمنياً للعنابي مواصلة نجاحاته.. وأقول حظا أوفر للمنتخب السعودي ولجماهيره العزيزة في البطولات القادمة.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر «البلاد» وكافة القائمين على الملحق الرياضي على العمل الكبير الذي قاموا به لنقل فعاليات وأحداث كأس الخليج طوال أسبوعين.. وأتمنى أن أكون قد وفقت بتغطية وتحليل منافسات البطولة أملاً ان أحظى على تقديركم واحترامكم دوماً ودمتم سالمين.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية