العدد 2235
الخميس 27 نوفمبر 2014
banner
زارا .. راؤول .. باي باي! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الخميس 27 نوفمبر 2014

على الرغم من تسخير كل الجهود منذ 13 نوفمبر الجاري بتغطية أحداث كأس الخليج والتفرغ لها تماماً، والتي لم تنته بعد، إلا أنني أجد نفسي اليوم مضطراً وملزماً على العودة للحديث عن الكرة العالمية التي أتخصص فيها قبل العودة لتغطية نهائي كأس الخليج، واختتم به مساري «الاستثنائي»!
ليونيل ميسي هو السبب الحقيقي الذي دعاني للعودة مجدداً للحديث عن الكرة العالمية، كيف لا وإبداعاته تتواصل في كل الملاعب ولا توجد شباك حارس في العالم إلا ومزقها بأهدافه الخيالية. «البرغوث» الأرجنتيني تمكن خلال أربعة أيام فقط من أن يعبث بالتاريخ مجدداً ويغير أرقامه وحقائقه التي صمدت لأزمان طويلة دون أن يجرؤ أحد حتى من التفكير بالوصول إليها أو تحطيمها، صدق أو لا تصدق، ميسي تمكن من تحطيم رقمين قياسيين في ظرف 96 ساعة فقط. فيوم السبت الماضي أحرز ميسي «هاتريك» قاد به فريقه برشلونة للفوز على إشبيليه في ملعب الكامب نو. هذه الأهداف الثلاثة رفعت رصيده من الأهداف إلى 253 هدفا، وجعلته يصبح أكبر هداف في تاريخ الليغا الإسبانية، متجاوزا رقم الهداف التاريخي السابق تيلمو زارا مهاجم أتليتكو بيلباو بـ 251 هدفا، والذي ظل رقمه صامداً لأكثر من نصف قرن من الزمان وبالتحديد منذ اعتزاله في العام 1954!
الغريب في الموضوع أن كارمن ابنة الراحل زارا في لقاء خاص سابق على قناة سكاي سبورت الإيطالية تمنت أن يتمكن ميسي من تحطيم رقم والدها الذي ظل محتفظاً برونقه لـ 60 عاما، واعتقدت أن ميسي لن يحتاج الكثير حتى يصل لرقم والدها ويتفوق عليه، معتبرةً آن الساحر الأرجنتيني الوحيد الذي لا يمكن الامتعاض منه لكسر رقم والدها التاريخي؛ لأنه ببساطة أفضل من لمس الكرة على الإطلاق بحسب رأيها، وهذا ما سيزيد والدها شرفاً!
عذراً .. لم ينتهِ الموضوع بعد .. ميسي تمكن أيضا من تسجيل هاتريك تاريخي جديد بعد هاتريك إشبيليه، وكانت في شباك الفريق القبرصي ابويل ضمن منافسات دوري الأبطال. الثلاثة أهداف التي سجلها ميسي في شباك أبويل رفعت رصيده من الأهداف لـ 74 هدفا متجاوزاً رقم ملهم مدريد السابق راؤول صاحب الـ 71 هدفا! ليؤكد أن هوايته أصبحت ليست كرة القدم فحسب، بل تحطيم كل الأرقام القياسية فيها والعبث بتاريخها كلما تسنى له ذلك!
في دوري الأبطال أيضاً حطم ميسي كل الأرقام القياسية الجانبية، والتي لا تعيرها وسائل الإعلام الأهمية البالغة كما أهمية فوزه بالهداف التاريخي. وسنسلط الضوء على أبرز ما جاء فيها.  ميسي اللاعب الوحيد الذي تمكن من تسجيل 20 ثنائية، و5 ثلاثيات في تاريخ دوري الأبطال. ميسي أول لاعب في التاريخ يلعب بالرجل اليسرى ويسجل ثلاثة أهداف كلها بالقدم اليمنى في مباراة واحدة. ميسي سجل أهدافه الـ 74 في 24 ملعباً أوروبياً، وهذا ما سيعجز عنه الجميع. وأخيرا ميسي أول لاعب في تاريخ دوري الأبطال يسجل 5 أهداف في 8 مواسم متتالية! يا إلهي ماذا بقي أكثر!
باختصار «ميسي» كلمة مرادفة لتحطيم الأرقام القياسية. وما يتقبله العقل والمنطق أن من يحطم الأرقام القياسية من المفترض أن يكون في آخر مراحله المهنية؛ لأنها (تحطيم الأرقام) تحتاج الوقت الكثير بكل تأكيد. ولك أن تتخيل عزيز القارئ أن ميسي حطم كل الأرقام القياسية وهو في سن 27 عاما فقط. واذا ما احتفظ بمستواه وسار على نهج النجوم الكبار الذين ظلوا في الملاعب فترات طويلة واعتزلوا، وهم في منتصف الثلاثينات أو في نهايتها، ربما سيصل أرقاما ستعجز عنها الأجيال القادمة من تحطيمها، وقد يتوقف عندها التاريخ للأبد!
فعلاً إنه من أكبر الأساطير التي ستظل خالدة في التاريخ، وقد يأتي اليوم الذي يكون فيه ميسي منهجاً يُدرس في أكبر المدارس والجامعات بسبب قدراته المتناهية وإصراره على المضي قدماً رغم ما يتعرض له من انتقادات لاذعة ومتحاملة أيضا، والتي من المفترض أن تترك أثراً سلبياً عليه وتؤثر على مسيرته. كم نحن محظوظون لرؤية ميسي يلعب في هذا الزمان؛ لأننا سنحكي في يوم لأجيالنا القادمة أننا رأيناه وعاصرنا كل إنجازاته التي سيتحثون عنها لاحقاً!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية