العدد 2229
الجمعة 21 نوفمبر 2014
banner
أسوأ منتخب في التاريخ! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الجمعة 21 نوفمبر 2014

ودع منتخبنا الوطني بطولة الخليج مبكرا جدا بعد إخفاقه في الفوز على نظيره المنتخب القطري، مكتفيا بالتعادل السلبي في وقت كان المنتخب بحاجه للفوز ولا سواه. مع الأسف ودعنا البطولة بخيبة أمل كبيرة، وكانت أشد مرارة من كل الخيبات التي تعرضنا لها طوال تاريخ مشاركاتنا في بطولات الخليج التي امتدت لـ 21 بطولة!
خروج منتخبنا من الأدوار الأولى أمر لا يمثل أي مفاجئة للجماهير، فقد اعتادت على مثل هذه الإخفاقات في محافل كثيرة لا يسع المجال لذكرها وليست هنا المصيبة، بل المصيبة الكبرى أن منتخبنا تذيل ترتيب المجموعة متأخراً حتى عن المنتخب اليمني الذي لم يتمكن طوال تاريخه في البطولة تجاوز المؤخرة، منتخب «المستقبل» لم يتمكن من تسجيل أي هدف في ثلاث مباريات كاملة، واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف مخجلة. ولم يتمكن من تحقيق سوى نقطتين من أصل 9 نقاط متاحة. الأدهى والأمر من ذلك أن منتخبنا بعدد النقاط وفارق الأهداف أصبح الأخير في ترتيب كل المنتخبات المشاركة أو قبل الأخير بأحسن الأحوال.
باختصار وبلغة الأرقام والإحصاءات، فإن منتخب البحرين الذي شارك في خليجي 22 في الرياض هو أسوأ منتخب للبحرين في تاريخ مشاركتها في دورات كأس الخليج! ولا يوجد أعظم من ذلك لذكره!
أمام قطر، شهد المنتخب تحسناً نسبياً على المستوى العام، وتغير شكل الفريق للأفضل بعد الأداء المخيب الذي قدمه المنتخب في المباراتين السابقتين خصوصاً في الناحية الهجومية وطرق تنويع اللعب، وقد أسفر ذلك عن إتاحة بعض الفرص للمهاجمين التي كانت كفيلة بإحراز الأهداف، ولكن على ما يبدو كانت تنقصها مهارات ولمسات المدافعين الذين يتقنون التسجيل بإبداع!
هذا التحسن في المستوى قاد بعض المتسرعين عبر وسائل الإعلام للتصريح بما ينافى الواقع والمنطق عندما قال أحد «المتخبطين» إن منتخبنا لا يستحق الخروج من البطولة بعد الأداء الكبير «بنظره» أمام قطر! واعتبر أن مريان عيد نجح وباقتدار بما كان مطالباً به، متمنياً أن يستمر في قيادة المنتخب في الاستحقاقات القادمة بدلاً من هدر الأموال على المدربين الأجانب!
ذكرناها مسبقاً، تغيير المدرب أثناء مجريات أي بطولة كانت عادةً أو أقرب ما تكون قاعدة بأن تؤتي بثمار إيجابية؛ نظراً للتغير النفسي والمعنوي الذي سيصاحب الفريق بعد سوء أداء بغض النظر عن اسم المدرب وإمكاناته والأمثلة كثيرة على ذلك. لا انتقاص من المدرب مريان عيد، لكن ما قدمه أمام قطر ليس بمقياس على مدى إمكاناته وأحقيته بقيادة المنتخب، فظهور المنتخب بهذا الشكل كان متوقعاً حتى لو كان من يقود المنتخب مسؤول التجهيزات!
عموماً، إن أسباب هذا الإخفاق كثيرة، وتحتاج صفحات كثيرة لسردها تفصيلياً، لكن من المهم أن يتفق الجميع على أن الاتحاد البحريني لكرة القدم يتحمل المسؤولية كاملةً ويجب عليه تصحيح المسار والاعتبار من هذا الفشل الذريع للاستحقاقات القادمة؛ حتى لا يقع مجدداً في المحظور.
قبل التفكير بالمرحلة القادمة التي ستتطلب العديد من التغييرات يجب أن يبدأ التغيير من الأساس وأعني بذلك الاتحاد نفسه، فالعديد من المسؤولين أثبتوا عدم كفاءتهم برسم خطة واضحة ومنهجية مرسومة يمشي عليها المنتخب، واتخاذهم عدة قرارات خاطئة تفتقر النظرة الثاقبة التي تؤتي بثمارها على المدى البعيد. قراراتهم وقتية وتكشف عن افتقادهم الإمكانات اللازمة لصنع فريق تظهر نتائجه بعد حين.
وقبل أن يقوم الاتحاد بالتفكير في المدرب القادم لقيادة المنتخب عليه أولا أن يضع خطة طويلة الأمد يعرف أهدافه منها، وإللام ماذا يطمح ويخطط له في المستقبل. وبناءً عليها يتم اختيار المدرب القادر والمؤهل على إنجاح هذا المشروع الذي سيمر بمراحل معقدة وطويلة؛ لكي يُكتب له النجاح ونجني ثماره.
المنتخب الوطني مقبل على مشاركات مهمة، منها كأس آسيا القادمة في أستراليا والتحضير لتصفيات كأس العالم في روسيا 2018. العمل يجب أن يبدأ من لحظة وصول بعثة المنتخب للبحرين وألا ينتظر الاتحاد كالعادة التخطيط في الوقت القصير الذي يسبق المشاركة القادمة؛ لأن النتيجة ستكون حتماً كما كانت عليها في الرياض!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية