انطلقت منافسات الدوري الإيطالي للموسم الجديد بطموحات وآمال مختلفة من الممكن تحديدها بناءً على نشاط الأندية في سوق الانتقالات الذي أُغلق بابه .. بالمجمل العام، الأندية الإيطالية تعاني نقصا كبيرا في الموارد المالية وتمر بأزمة اقتصادية عاصفة، وبالتالي فإن سوق الانتقالات « الميركاتو» في إيطاليا لا يبدو نشطاً ولم يشمل صفقات كبيرة كما هو الحال في إسبانيا أو في إنجلترا.
إدارة اليوفنتوس لم تقم بصفقات كبيرة (حتى كتابة المقال)، ولكنها حافظت على أهم لاعبي الفريق بعد أن كانوا ملاذاً للأندية الكبيرة الطامعة في التعاقد معهم .. التشيلي فيدال وبعد محادثات طويلة وشد وجذب مع إدارة مانشستر يوناينتد قرر البقاء، وبول بوغبا كذلك جدد عقده مع الفريق .. بيرلو أكد أن لا مانع لديه من أن يكون تحت إمرة مدربه الجديد اليغري الذي كان له دور بارز في بيعه عندما كان لاعباً في الميلان!!
المدير التنفيذي ماروتا فضل التعاقد مع المدرب الإيطالي اليغري ليحل محل كونتي الذي تولى مسؤولية إدارة المنتخب الإيطالي الذي خرج بخفي حنين من المونديال الأخير.. إدارة اليوفنتوس ليس طموحها أن يقود اليغري الفريق، لكن الوضع المادي للنادي لا يسمح له بالتفكير بما هو أكبر من قيمة اليغري السوقية!! ورغم ذلك، فإن الإدارة تراهن على نجاح مدرب الميلان السابق خصوصاً في دوري الأبطال الذي أخفق فيه كونتي أيما إخفاق!!
اليوفنتوس سيكون في طريقه للحفاظ على عرشه للمرة الرابعة على التوالي، فالفارق كبير بينه وبين بقية المنافسين من الناحية الفنية التي تتلخص في كمية وجودة اللاعبين، واحتمالية عدم فوز اليوفي باللقب تبدو إلى حد كبير غير منطقية!!
روما يكاد يكون الفريق الوحيد القادر على مقارعة اليوفي حتى النهاية، إدارة النادي حافظت على المدرب الفرنسي الرائع جارسيا وهذا الأهم، بينما عجزت عن الصمود في وجه العروض التي تقدمت بها الأندية الكبيرة لضم المدافع المتميز المهدي بن عطية الذي انتقل لبايرن ميونيخ.. فريق «الذئاب» قادر على الفوز باللقب فقط في حال تعرض اليوفنتوس لخيبات غير متوقعة!!
نابولي ثاني أكبر المنافسين لليوفي على اللقب خرج من الباب الضيق في دوري الأبطال عندما انحنى أمام بيلباو وزاد من محن الكرة الإيطالية أكثر.. المدرب الإسباني بينيتيز لم يقم بتغييرات كبيرة على تشكيلة الفريق وعزز صفوفه ببعض اللاعبين «العاديين» وغير المؤثرين، نابولي لا يمتلك ميزة «النفس الطويل» التي تمتاز بها الأندية الكبيرة للفوز بلقب الدوري وفي هذا الموسم قد يجد نفسه بعيداً حتى عن المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، نابولي لن يتمكن من الفوز بلقب الكالتشيو إلا إذا أعاد مارادونا 1986 مرة أخرى!!
لم يفِ رئيس النادي إريك توهير بوعوده عندما استلم زمام إدارة نادي الإنتر من موراتي .. توهير «عَيَشَ» جماهير النيراتزوري في الأحلام وأقنعهم بأنه قادر على صناعة فريق بكفاءة الفريق نفسه الذي فاز بالشامبينزليج 2010!! مافيلا واوزفالدو وميديل لن يساعدوا الفريق حتى من الفوز بكأس «انترتوتو» يا توهير!! عموماً قد يشهد هذا الموسم تحسن طفيف للإنتر، ولكنه سيكون بعيداً جداً عن اللقب!!
تعيين فيلبيو انزاغي مدرباً للفريق والتعاقد مع المهاجم الإسباني توريس تكشف نوايا الميلان الحقيقية، غالياني لا يريد الفوز بالدوري، فقط يبحث عن تحسين مركزه وإن أمكن ملامسة خط دوري الأبطال بأقل الخسائر، انزاغي سيقود الفريق باعتماده على بث روح الحماسة في نفوس اللاعبين، كما كان يمتاز بذلك عندما كان لاعباً، الميلان لن يستطيع الفوز بلقب الدوري إلا إذا انسحب اليوفي وروما من الكالتشيو بأكمله!!