العدد 2146
السبت 30 أغسطس 2014
banner
ملالي إيران: إرهاب في الداخل والخارج د. حسن طوالبة
    د. حسن طوالبة
السبت 30 أغسطس 2014

لم تعد أنباء الإعدامات المتتالية في ايران تثير الاستغراب لكثرتها وتكرارها، فهذا النظام الدموي بات يتلذذ لرؤية مشاهد اعدامات الايرانيين في الشوارع والساحات العامة، وكلها تحت ذريعة الامن، ولكن الحقيقة هي الانتقام من المعارضين “لولاية الفقيه”، وسياسته الإرهابية التوسعية على حساب دول الجوار. فهذه السياسية التوسعية قد كلفت ميزانية الدولة مليارات الدولارات وذلك على حساب الشعوب الايرانية الطامحة للعيش الرغيد والتنعم بثروات ايران الكبيرة.
وبدلا من الاحتفال بالمناسبات العامة بمنح المواطنين امتيازات مادية، فان الملالي يحتفلون بالولوغ في دماء الابرياء، فمبناسبة الذكرى الأولى لمجيء الملا روحاني الى السلطة أعدم نظام الملالي ما لا يقل عن 31 سجينا من الرجال والنساء. 10 منهم في مدن شيراز وكرج وكرمانشاه. هذا المعلن عنه، اما الذين يتم اعدامهم سرا فهم كثر، ويمنع ذويهم من الاعلان عن تلك الوفاة. وخلال الايام الماضية تم اعدام سبعة افراد شنقا في السجن المركزي في كرمنشاه واثنان في في ساحة ازادي.
وقد دافع جواد لاريجاني – أمين لجنة ما يسمى بـ “حقوق الانسان” في قضائية نظام الملالي وهو من منظري عقوبة التعذيب والرجم في جهاز القضاء – عن سجل نظامه الاجرامي خلال كلمته في اجتماع “الذكرى السنوية ليوم حقوق الانسان والكرامة الانسانية” قائلا: “نحن نفتخر بنظامنا القضائي وندافع عن عقوبة القصاص وحتى عقوبة الرجم”. واستطرد لاريجاني في كلمته بشكل مثير للسخرية.
وقال: “ديمقراطية ايران أكبر ديمقراطية في المنطقة بل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة (التلفزيون الحكومي الايراني – 5 أغسطس 2014).
عندما يدافع رئيس لجنة “حقوق الانسان” ومستشار رئيس السلطة القضائية للنظام علنا ورسميا عن الاحكام اللا انسانية كعقوبة القصاص والرجم والتعذيب الجسدي والنفسي في سجون نظام الملالي بكل هذه الوقاحة، علينا ان نعرف مدى ابعاد الجرائم التي يرتكبها جلاوزة ومحترفي التعذيب في النظام في أقبية سجون هذا النظام من جهة ويمكن ادراك مدى عدم مصداقية وهزالة شعار “الاعتدالية” و”الوسطية” في هذا النظام العائد الى عصور الظلام.
وأكدت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية أن نظام الملالي بتنفيذه اعدامات جماعية متزايدة وتعسفية يهدف الى خلق أجواء الرعب والخوف بين صفوف المواطنين ومنعهم من التفكير بانتفاضات شعبية ضد تسلط النظام . وأضافت ان الاعدامات المتواصلة للمواطنين قد أزالت أي اعتقاد او وهم بوسطية النظام ولا سيما في عهد روحاني الذي قيل انه يمثل الاصلاحيين، وتبين انه واجهة جيدة للنظام الارهابي التسلطي.
وناشدت رجوي المجتمع الدولي احالة ملف انتهاك حقوق الانسان من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في ايران الى مجلس الأمن الدولي، وقالت ان هذا النظام واصل طيلة 36 عاما مضت مسيرته المشينة بالاعتماد على القتل واقامة منصات الاعدام والتعذيب في السجون والساحات والشوارع في كل البلاد.
ولم يكتفِ النظام بملاحقة الايرانيين في الداخل بل يلاحقهم في الخارج، ومن خلال سيطرة فيلق القدس على القرار السياسي في العراق، فان الحكومة العراقية وبالذات القوات التي ما زالت تحت امرة المالكي تلاحق الاشرفيين في سجن ليبرتي، وترتكب المجازر الحربية ضدهم فتقتل منهم العشرات بالرصاص الحي والقصف الصاروخي او بالاجراءات القمعية اليومية، وفي اجواء الصيف الحار في بغداد وفي عمل لا انساني منعت الحكومة العراقية توريد صهريج محمل بالوقود الذي اشتراه سكان ليبرتي على نفقتهم لليوم السادس على التوالي منذ 13 آب 2014.
ومنع دخول النفط الى سجن ليبرتي يعني اطفاء الانارة في البيوت وتعطيل.
تبريد كرفانات السكان وضخ المياه الى داخل المخيم وتصفيتها وتفريغ المياه الثقيلة المعتمدة على مولدات الكهرباء التي لا تعمل بدون الوقود. الامر الذي يسبب مخاطر كبيرة للمرضى الذين يعانون من الامراض القلبية الحادة.
ويطالب سكان ليبرتي الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية الالتزام بتعهداتهما الخطية والمتكررة لضمان امن وسلامة سكان ليبرتي بالتحرك فورا لوضع حد لهذا الحصار الاجرامي وأن تمنعا الحكومة العراقية من الاخلال في ادخال الوقود الي ليبرتي.
*رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن ليبرتي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية