العدد 2357
الأحد 29 مارس 2015
banner
أول رد حازم على التوسعية الإيرانية عزيز الحاج
عزيز الحاج
الأحد 29 مارس 2015

جاء التدخل العسكري الخليجي في اليمن لتلبية طلب الرئيس الشرعي، وانسجاما مع ميثاق الأمن القومي العربي وقرارات الأمم المتحدة حول الشرعية في اليمن. إنه الرد المطلوب على سلسلة عمليات التوسع الإيراني في المنطقة، واستغلال المشاكل الداخلية ليعترض التمدد الطائفي والسياسي والعسكري. إن هذه التلبية تشبه تلبية التحالف الدولي لطلب الحكومة العراقية بالتدخل العسكري الجوي ضد وحوش داعش.
لقد تبين للعالم أن زعماء الحوثيين تحولوا إلى مجرد أداة في أيدي حراس الثورة الذين ملأوا اليمن بالمستشارين العسكريين والذين يدربون الحوثيين في جزر آرتيرية. ووصل التدخل الإيراني المكشوف إلى حد رفع أعلام إيرانية في مدن يمنية.
لقد عانى اليمن كثيرا جدا بسبب تمرد الحوثيين الذين فضلوا طريق التمرد المسلح والتخريب والقتل والخطف بدل القبول بالجواب من أجل يمن حرة/ مستقرة آمنة وشراكة لكل المواطنين. رفضوا قرارات مجلس الأمن، ودعوات مجلس التعاون، ونداءات الزعامة اليمنية الشرعية، مفضلين الانسياق وراء التوجهات والأوامر الإيرانية التي لا تضمر خيرا لشعب اليمن، بكل أطيافه، بل لا تبحث إلا عما يتبع مطامحهم الامبراطورية، بعد أن هيمنوا على العراق وسوريا ولبنان. إن التدخل الخليجي حصل على تأييد دولي وعربي واسع، والمفاجأة مساهمة السودان، بعد أن نفد الصبر الدولي والعربي على جرائم قادة الحوثيين والغطرسة الإيرانية الجامحة.
والمأمول أن تنتهي الأمور بانتصار ساحق للشرعية وأمن الخليج والمنطقة. وأن يستطيع شعب اليمن وقادته الشرعيون بمؤازرة خليجية وعربية ودولية، إعادة البناء، ولأم الجراح، وضمان التقدم والاستقرار. النظام الإيراني اعتاد استغلال بعض المشاكل التي تخص دور الشيعة في بلدان خليجية وتدوير الأمور لصالحها وهي لا تبحث عن مصالح الشيعة بل لتشتري فريقا لتحقيق مآربها.
ففي البحرين رفع فريق شعار جمهورية إسلامية مما أدى إلى الإضرار بالشيعة أنفسهم.
المنطقة تواجه أخطارا كبرى وأمنها مهدد، ولاسيما إيرانيا، ومغازلات أوباما النووية زادت من غطرستها. فهل سيكون حدث اليوم نقطة تحول؟ ربما. لكن يجب أن يمضي هذا التدخل العسكري المشروع إلى نهاية حاسمة تضع الأمور في نصابها. وهذه التجربة تثبت انه كلما كانت المواقف العربية من أزمات المنطقة قوية وصارمة أمكن التأثير بدرجة أو أخرى على المواقف الدولية. والمطلوب أيضا موقف حازم عربي من النووي الإيراني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية