العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
انتبهوا للجيوب والمنافذ والثغرات أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 29 يونيو 2016

منذ عام 2001 حتى عام 2016 أشعر بأن البحرين لأول مرة تتنفس الصعداء وترتاح وتعود إلى قواعدها سالمة، لأول مرة الإنسان البحريني يشعر بالأمان الحقيقي والاستقرار في بلاده بعد أزمة استمرت أكثر من خمس عشرة سنة تسببت فيها للأسف الشديد الكثير من الأجهزة الرسمية منها العمل والتنمية والإعلام والعدل، فوزارة العمل حينها رخصت لجمعيات سياسية على أساس أنها أحزاب ومنحتها البركة وسمحت لها بضم كل من هو خارج القانون هذا في بداية تأسيس الجمعيات السياسية، ثم جاءت وراءها وزارة العدل التي واصلت نفس النهج وتركت هذه الجمعيات سواء الدينية منها أو السياسية تعمل بذات النهج الطائفي، تجمع الملايين وتحتضن الخارجين على القانون وترخص لكل مشروع غامض ومبهم ومشكوك فيه تقوم به هذه الجمعيات، وقد حذرت شخصياً منذ ذلك الوقت ولدي الكتابات والبيانات من مغبة الاستمرار في هذا النهج ولكن للأسف كما يقول المثل “بن عمك أصمخ” حتى سقط الفأس فوق الرأس وجرى ما جرى منذ 2011 وحتى الصحوة الأخيرة التي لولاها لكنا غافلين عن الملايين والمؤامرات وما يحاك ولا يزال يحاك.
أما الاعلام فقد كان طوال السنوات الماضية نائما على وسادة من حرير فيما البحرين تحترق تحت وطأة الارهاب والفوضى، لا توعية ولا تنبيه ولا إبراز للمكاسب والمنجزات التي جعلت البحرين الدولة النموذجية في المنطقة، كان هم الاعلام كله الردح والغناء والتطبيل، حتى صحونا على إعلام الإرهابيين وقد اشتروا العالم كله وجعلوه في خدمتهم بالكذب والتضليل والتدليس، بل وصل بنا الأمر في يوم من الايام الى أن الاعلام وربما بتوجيه من جهة ما كان يحجر على أحمد جمعة وغيره من الذين احترقت قلوبهم على ما يجري، أذكر أن تلفزيون البحرين في وقت ما كان يقتطع من كلامنا أو حتى يلغيه، بينما ينشر ما يقوله جميل وخليل وعبدالنبي وغيرهم من الجمعيات المؤزمة، استغربنا تلك السياسة وعلى ماذا تقوم ومن يدبرها وما هي حسابات تلك المرحلة؟ كلها أسئلة أرقتنا وجعلتنا في متاهة تجاه الحكمة التي تقود تلك المرحلة والتي قادت وللحمد لله لأن نصحو ونكتشف عشرة ملايين دينار تحت وسادة رجل دين لا يملك وظيفة، وملايين أخرى لجمعية سياسية كانت تعمل تحت سمع وبصر وزارة العدل، وعندما نبهنا وحذرنا من ذلك، لم نجد سوى “الأذن الصمخة” هذا ما حصدناه منذ العام 2002 وكان سيستمر ذلك لولا الصحوة الأخيرة التي عادت بالبحرين لثوابتها الأصيلة الناصعة وقاعدتها التي أراسها الأولون.
في تأكيد سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه “أن الحكومة ماضية في حزمها ولن يثنيها أحد عن عزمها اجتثاث الإرهاب والمحرضين عليه وضمان أمن الوطن واستقراره، وأن الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا عززت من وحدة المواطنين الغيورين على مصلحة وطنهم، وأن الحكومة مستمرة في الحزم والحسم مع الإرهاب، فلا عودة للوراء ولا تساهل، مؤكدا سموه أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب، فهو بنفس المنهج والانحراف الفكري في كل بلدان العالم وأسلوبه وخطره واحد، وكل الدول لا تتهاون في اتخاذ كل الإجراءات للتصدي له، والبحرين ليست مستثنية من هذه الدول في الدفاع عن أمن مواطنيها وسلامتهم”.
عندما أسترجع اليوم سياسات الأمس القريب وأستذكر كل التراخي والاختراق والانحراف عن الثوابت، أفترض من المسؤولين في الأجهزة الحكومية من عدل وعمل وإعلام وأمن أنها استوعبت هذه الإجراءات وفهمت المقصود من تعبير سمو رئيس الوزراء حفظه الله أن الحكومة عازمة على اجتثاث الارهاب وهذا ما تفعله كل دول العالم للحفاظ على استقرارها.
بقي شيء واحد أحذر منه وهو وجود بعض الجيوب والثغرات هنا وهناك في الأجهزة الرسمية، ممن تعرقل أو تحد أو حتى تخرب هذا التوجه فيجب الانتباه لها فهي تظهر وتختفي حسب الظروف.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية