العدد 2598
الأربعاء 25 نوفمبر 2015
banner
أمن البحرين فوق كل اعتبار... لا تنسوا ذلك أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 25 نوفمبر 2015

كيف نحقق الأمن والاستقرار؟ بداية إن أمن البحرين واستقرارها لا يجب أن يكون أولوية ثانية أو ثالثة بل هو الأولوية الأولى ولا يجب أن نساوم أو نتراخى أو حتى نغفل ثانية واحدة عن كل حركة مشبوهة أو دعوة مشبوهة أو محاولة مشبوهة تحاول صرف أنظارنا عن أمننا واستقرارنا، يجب أن نعي كل شيء غامض وسري يأتي من طرف لا نثق فيه وله سوابق في التآمر علينا أو لعب دور خبيث ضدنا، طردناه من الباب فيسعى للدخول من النافذة بحجة التسامح والتصالح، هذا ما يجب أن نتيقظ له كل لحظة.
قبل أكثر من ثلاثين سنة كنت إذا تركت منزلك مفتوحاً وبه أطفالك وخرجت لقضاء حاجياتك تعود مطمئناً على أن كل شيء في  مكانه، آمناً مستقراً، والاطفال بخير والممتلكات بخير، حتى لو علا صراخ أو بكاء أحد الأطفال، سارع جارك بأخذه واحتضانه الى أن تعود، تخيل اليوم مثل هذا المشهد في قرية أو مدينة أو حي؟
طبعاً الحياة تغيرت في كل مكان من العالم ولم تعد على بساطتها ولكن هناك دول مازال الإنسان فيها له أمنه وحرمته واستقراره مهما كان المكان الذي جاء منه او ينتمي اليه، ومهما كان دينه او جنسه او لونه بعكسنا نحن اليوم حيث ينتشر بيننا الخوف والقلق والكراهية والطائفية التي زرعتها جمعيات الكراهية التابعة لإيران.
اذا أردنا الوصول الى سر القوة والسعادة الجماعية للأمة فما علينا الا التفكير المنطقي والعقلاني المتسامح بعيداً عن الشرخ في القلوب والفجوة في العقل والنفاق في قول كلمة الحق حتى لو دفعت الثمن اليوم، فغداً سوف ينصفك التاريخ.
لا بديل عن الأمن والاستقرار، ورأينا العالم كله يهب وقفة واحدة مع فرنسا حينما تعرضت لهجمة ارهابية لم تذهب سكرة هذا الهجوم حتى اللحظة، فيما نحن نعاني من هذا الإرهاب منذ اكثر من خمس سنوات والعالم المنافق يسمي ذلك بالحقوق وغيرها من الحجج الواهية.
صحيح أننا جميعاً مع التغيير لأن الحياة متجددة ولأن التغيير سنة الحياة ولا شيء يبقى على حاله لأن هذا هو قانون التطور ولكن التغيير عادة ما يؤدي الى رخاء الشعوب ورفاهيتها وتحقيق الكرامة لها لا ان يحولها الى مستنقع من الدم والارهاب.
إن الدول الغربية المدعية دعم الديمقراطيات وقفت للأسف الشديد من خلال منظماتها المشبوهة مع مطالب ولاية الفقيه على حساب الدولة المدنية الحديثة ذات الانفتاح والتسامح، بل ان هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومسؤوليها لم يتوانوا عن دعم المخططات الايرانية في البحرين على حساب أمننا واستقرارنا مما شجع دعاة الفتنة والمؤامرة على السير في مخططهم متشجعين بهذا الدعم، ولولا وقوف شعب البحرين الأصيل، يتقدمه سمو رئيس الوزراء الله يحفظه وينصره،  هذا الشعب الذي عرف كيف يتصدى لهذه المحاولات ويدحرها لأصبحنا من الشعوب التي تشردت ولم تنفعنا دعوات الغرب المنافق الذي وقع اليوم نفسه في فخ الارهاب، لا يجب أن ننسى ما فعله معنا هذا الغرب قبل خمس سنوات.
ان الحديث عن الأمن والاستقرار يجرنا بذات الوقت الى الحديث عن انتعاش في السوق وهو حديث نفسي وليس موضوعيا وهو أمنية حتى الآن قبل ان يتحول الى ملامح انتعاش في ظل الحالة الراهنة التي لا يريد أحد التحرك بشأنها خصوصا القطاع الخاص وأصحاب العمل والمال ممن يفترض الا ينتظروا كل هذه المدة حتى تستفحل الحالة الركودية وتضرب جذورها عميقاً لدرجة اننا لا نشك اليوم في ان الانتعاش يمكن تحقيقه ليس بالنيات ولكن بالعمل، علماً اننا لم نعمل حتى الآن على استيعاب المرحلة الراهنة التي ولد فيها هذا الركود وهو الأمن والاستقرار، نريد الامن أولاً كي نحقق الانتعاش ولكن ذلك لا يعفي التجار ورجال الأعمال والفعاليات التجارية من أن تبادر بنفسها لدعم الدولة من خلال التعاون المشترك.
كيف نحقق الأمن والاستقرار؟ ليس بالتراخي أو الانخداع بالدعوات المشبوهة، أو مكافأة من خان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .