العدد 2936
الجمعة 28 أكتوبر 2016
banner
الحسم في الموصل يقترب فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤية مغايرة
الجمعة 28 أكتوبر 2016

معركة بدأت في السادس عشر من أكتوبر لاستعادة الموصل من يد داعش، أطراف عدة اجتمعت للسيطرة على العراق، مستقبل غامض يلوح في الأفق لن تظهر كل تفاصيله إلا بعد استرداد العراق .
لا يخالجنا شك في أن استرجاع الموصل وخلاصها من داعش على أياد إيرانية وقوات تركية وقبائل عراقية وقوى خارجية كأميركا وروسيا، يمثل تحالفات أجمعت على طرد تنظيم الدولة تبدو متفقة ظاهرياً بينما هي في الواقع مختلفة فكرياً وعقائدياً وسياسيا.
استطاعت الحرب ضد “داعش” في الموصل أن تحقق إنجازات شملت تحرير 78 قرية وقتل ما يصل إلى 800 مقاتل في التنظيم.
هزيمة “داعش” في الموصل قريبة، هزيمة سيتعدى صداها العراق بل من المتوقع أن تحدث تغييرات في المنطقة ككل، خصوصاً بعد أن كان التنظيم مصدر قلق وخوف من العالم بعد ارتكابع جرائم بشعة كحرق الأحياء والإبادات، وسبي النساء وتفجير المساجد.
قد يتخلص العراق من داعش ويتحرر بقوة دولية، إلا أنه لن يتخلص من مشاحنات ومخاطر مستقبلية قد تكون أشد وقعاً من داعش، معارك يفتعلها كل طرف خوفاً من تراجع سيطرته على العراق!
إن تمادت الصراعات وحاولت أطراف عمل تغييرات ديموغرافية بتهجير الطائفة السنية تحديداً أو تهميشها، حتماً سيتحول الأمر لثأر ومواجهات انتقامية طويلة.
توازنات ستعاد صياغتها وسط ظروف مبهمة تقود العراق نحو المجهول بعد خوض معارك شرسة لدحر داعش، لا نعلم مدى تأثيرها وعواقبها على مستقبل المشرق العربي.
عراق اليوم محصلة إرهاب وصراعات ونزاعات طائفية وفساد وسط إرادات ومطامع دولية متضاربة، عراق اليوم هش سقيم مستنزف ماليا ويعيش  تحديات قاسية تعيق إعماره واسترداد ما تم نهبه وتدميره، وضع يحتاج لمن يعمل بجد لتأسيس نظام جديد ينقذ العراق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا قبل فوات الأوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية