العدد 2878
الأربعاء 31 أغسطس 2016
banner
زيارة الملك لتركيا... المغزى والدلالات فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤية مغايرة
الأربعاء 31 أغسطس 2016

إن زيارة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله تركيا كانت لها بصمة كبيرة تعبر عن الموقف البحريني المساند للحكومة التركية الشرعية، كما أن لها مغزى ودلالات داعمة للوحدة والتكامل بين الدول، دور مساند في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، فهي دولة كما أعلنها جلالة الملك تمثل الأخ والشقيق والحليف الذي نعتز به.
لقد أكدت لنا الحفاوة التي استقبل بها أردوغان جلالة الملك تقديره واعتزازه له ولمملكة البحرين، كما أنها زيارة لم تعن البحرين فقط بل الخليج ومجلس التعاون، وردود الطرف الآخر تأتي من هذا الاتجاه وهذه النظرة، زيارة كانت لها فوائد القوة، فالموقف من البحرين هو الموقف من قوة مجلس التعاون.
لقد أكدت الزيارة أن الموقف من الإخوان، لا يعني بالضرورة في منطق السياسة أن صديق عدوي هو عدوي، فالأخوة والمصلحة المشتركة أعمق من أية مفارقات.
تنسيق ثنائي إيجابي يستكمل الشراكة المتميزة بين البلدين وتعاون يواكب التطورات ومستجدات الأحداث السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية ليعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويكافح الإرهاب والتطرف، مباحثات استطاعت أن تخلق آفاقا وتحالفات جديدة مع دول مجلس التعاون ممثلة بمملكة البحرين مقابل تحالفات مضادة كروسيا وإيران، كما كانت رسائل إلى الخارج، منها إلى إيران بتذكيرها بأن دول الخليج ليست وحدها، ورسالة إلى أميركا من خلال الفارق الكبير بين استقبال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، واستقبال جلالة الملك، وأسباب ذلك.
ومن جهة أخرى نفخر بكلمات أردوغان عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وامتداح حنكته السياسية ومواقفه الحكيمة.
واقع فرض ظروفا مشتركة، أزمة انقلاب عسكري فاشل في تركيا، مماثلة لأحداث مرت بها البحرين عام 2011، قوة وحنكة وثبات للخروج منها بمؤازرة شعبية التفت رافضة مساس الشرعية.
هكذا قادة استطاع التاريخ أن يسجل لهم مواقف قوية حازمة وقرارات صلبة متزنة لإفشال أية محاولات انقلابية مشابهة.
وفق الله كل القادة العرب وأنار طريقهم نحو الحق ونصرهم على من عاداهم ومكنهم من إحباط كل مخطط غايته خلق الفوضى وتبديد خيرات البلاد وهدم مقومات الدولة الدستورية واستنزاف طاقات شعوبها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .