العدد 2845
الجمعة 29 يوليو 2016
banner
ردود الجبير النيرانية على الاتهامات الإيرانية فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤية مغايرة
الجمعة 29 يوليو 2016



استمعت إلى رد وزير خارجية السعودية عادل الجبير على القنصل الإيراني الخميس الماضي، لقد فوجئ القنصل برد الجبير الصاعق على سؤالهم حول اتهام المملكة إيران برعاية الإرهاب وعلاقتها بتنظيم القاعدة، لقد وجه الجبير أسئلته قائلا: ألا يشير الدستور الإيراني إلى تصدير الثورة والاهتمام بالشيعة المحرومين؟ ألم تقم إيران بتأسيس حزب الله؟ ألم تهاجم إيران أكثر من 12 سفارة داخلها في انتهاك لكل القوانين الدولية؟ ألم تدبر إيران وتخطط وتنفذ هجمات سنة 1996 في مدينة الخبر ضد سكن القوات الأميركية؟ تم القبض على أحدهم السنة الماضية في لبنان، وكان يحمل جواز سفر إيراني وليس جوازا سعوديا، على الرغم من أنه مواطن سعودي، ألا يعد ذلك مساعدة وتحريضا إرهابيا تقوم به إيران؟
رد فحم وجوههم وأربكهم، مواجهاً أكاذيبهم وتهمهم الباطلة بحنكة وهدوء، لقد كان واجهة مشرفة للمملكة العربية السعودية والدول العربية، نحن بحاجة لألسن تخرج عن الصورة النمطية في الاحتجاج منه إلى الرد العلمي المستمد من نهج الآخر، ليكونوا على بينة مما نريد.
لا شك أن ما ذكره الجبير حقائق يصعب إنكارها ولكن من جانب آخر قد يردون عليها من باب المقارنة، وهو باب واسع ليس هنا مكان بيانه، كنت أتمنى أن يضيف إلى رده بعض الجذور الدينية التي يستغلها هؤلاء ليبين أن دوافعهم ومحركاتهم لا تقتصر على الجوانب السياسية، والأطماع الجغرافية فقط.
لن نضيع وقتنا بالاستماع لكلمات باطلة منهم، والإطالة في تحليل عبارات ملفقة بعيدة عن الحقيقة، كلمات لم يحترموا بها عقول الآخر، حقائق مزيفة وسط واقعهم الذي يغيب فيه العدل والحرية. يقيناً إن هناك مما يذكره هؤلاء ويحتاج إلى مزيد من تسليط الأضواء عليه، فقد تتشابه الظواهر أمامهم وتغيب عنهم حقائق الأمور، يجب أن نضع أنفسنا في مواقعهم حتى نعرف كيف يفكرون، فهم لا يرون سوى قيود مشددة وسرد اتهامات أعمتهم عنها مصالحهم!
ستبقى التساؤلات تنتظر منهم إجابة مقنعة، هل يعقل أن يكون العالم بأجمعه مخطئا، وأن تكون إيران على حق؟ هل يمكن أن يكون القانون الدولي الذي يوصي بالعلاقات السلمية وعدم التدخل في شؤون الآخرين خطأ، ومقاربة إيران في مواصلتها لأعمالها العدائية جزءا من أهدافها بغض النظر عن سلامة الوسيلة؟ تساؤلات سألها الجبير، ونحن نسأل، والإجابة: لا أعتقد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .