العدد 2844
الخميس 28 يوليو 2016
banner
لن ترضى عنا اليهود وﻻ النصارى فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤية مغايرة
الخميس 28 يوليو 2016

وتستمر البيانات الصادرة عن وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية والتي تمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، تستمر في تعديها على سلطة قضائنا المشهود له بالعدالة، لسنا في وارد ذكر التاريخ الأسود للمستعمر، ولا الأرقام الفلكية لضحاياهم من الشعوب التي استعمروها عبر التاريخ، ولن نعجب بتغنيهم وتشدقهم بالقيم والمبادئ دفاعاً عن الحريات، فهم عدو ظاهر لنا، لا نحتاج إلى مزيد من الذكاء لفهمهم، ولكن الذي يعنينا من الأمر هو أن يسعى البعض وقد ملئ بالروح الانهزامية لاسترضائهم، غافلا عن أن رضاهم يعني الخروج من الدين.
قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ).
فليسأل كل من يسعى للاستجابة لدعواتهم، هل تنشد رضاهم عنك، أم سخطهم؟ يقيناً لن تكون الإجابة “سخطهم”، إذا فهم مشمولون بالآية، وخارجون عن الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لماذا لا نسمع لهم ركزاً عن شهدائنا مثلا أو المئات من شهداء الأتراك، ولكن ترتفع أصواتهم إذا نادينا بمعاقبة المسيء؟!
عندما قام طائش محسوب علينا، ونحن منه براء، بفعلته في مدينة نيس الفرنسية، ظهر علينا الرئيس الفرنسي ليتحدث عن الإرهاب الإسلامي، ولا ادري عن أي إسلام يتحدث، ويقيناً انه غير الإسلام الذي نعرفه والذي قال نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: “عذبت امرأة هرة؛ حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض”.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم وقد مر على حمار قد وسم في وجهه فقال: “لعن الله الذي وسمه”.
فهل هذا هو الإسلام الذي نعته فرانسوا أولاند بالإرهاب؟ ماذا لو كان مرتكب جريمة نيس مسيحيا من المناهضين لـ “أسلمة أوروبا “، كشأن إرهابي ميونخ الذي قتل ستة من المسلمين، هل سيقول أولاند “الإرهاب المسيحي” أم سيقتفي أثر رئيس شرطة بافاريا ويكتفي بالقول إن منفذ هجوم ميونخ مختل عقلياً؟!
(ولا يحيق الْمَكْرُ السَّيِّئ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأولينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا).
البحرين كانت وستبقى كافلة للحريات والحقوق التي لم نرها بين هؤلاء القلقين المتشدقين المستذبحين على مصالحنا، يكظمون غيظهم وبغيهم، يتظاهرون بالخير والسلام وهم أول المناقضين والمسيئين له.
أبشروا بطريق آخره مجانين كثر يحملون لنا الموت الأحمر، ما لم نوحد الصفوف ونعزز آليات التعاون الخليجي والعربي المشترك، فتنسيق المواقف العربية أصبح ضرورة ملحة لمواجهة الأفكار المتطرفة والتدخلات السافرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية