العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
قضية عيسى قاسم... رسائل إلى الداخل والخارج فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤية مغايرة
الأربعاء 29 يونيو 2016


اطلعت على ما نشرته إحدى الصحف المحلية عن وثائق تثبت تورط عيسى قاسم في تعاملات مالية تشوبها علامات استفهام كثيرة، كتهريب أموال طائلة لإيران والعراق منذ العام 2009، بطرق غير مشروعة عبر استغلال الحملات الدينية والمشاركين فيها وذلك تهربا من الجهات المختصة في المملكة، حيث ظل يمارس نشاطاته السرية عبر مكتب البيان ويستغل سفر الحملات الدينية لأغراض طائفية، تحركات تستهدف أمن البحرين واستقرارها.
العبارات التي وردت في الوثائق “كطرق غير مشروعة”، “نشاطاته السرية”، “مكتب غير مرخص ويعمل خارج الإطار القانوني للدولة”، “جمع اموال بشكل خفي عن أنظمة وقوانين الدولة”، “عمليات تهريب الأموال... إلخ، عبارات متكررة غير مستغربة فهي تعابير تنم عن خلل في مفاهيم الآخر، استحضرت وأنا أقرأ ما نشرته هذه الصحيفة، محاكمة الشهيد عمر المختار رحمه الله الذي مات آخر رفاقه “محمد الشلوفي” قبل أيام دون أن يعلم به أحد، عندما اتهمه القاضي بعصيان الحكومة الإيطالية طوال 20 سنة، فانبرى محامي الدفاع بالقول إن المختار لم يعترف أصلا بها وعليه لا يندرج تحت مسمى العصيان المدني.
الأمر مع عيسى قاسم لا يخرج عن هذا الفهم، فهؤلاء لا يعترفون أصلا بأنظمتنا حتى ننعتهم، وإذا استحضرنا أفعاله وعباراته التحريضية ندرك صميم نهجهم ومطامعهم، فالنوايا محصورة في الاستعداد لبناء دولة الولي الفقيه في البحرين، بتقويض سلطة الدولة وإضعافها والسيطرة على اركانها، ورغم التهديد والمناصحة لا يزال يصدر توجيهاته وتعليماته التي يتلقاها من الخارج لعملية إدارة المراكز والجمعيات، عمليات ارهابية تشهدها المملكة منذ سنوات بسبب تحريضاته، مدعومة ماليا ولوجستيا لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، أفعال يغلب على ظاهرها الدين بينما في الحقيقة هي مخططات ومؤامرات تغيب عنها كل مبادئ المواطنة والتعايش السلمي، تسعى لتغيير نظام الحكم وزرع التطرف والطائفية في نفوس الأتباع.
سحب جنسية مصدر الإرهاب عيسى قاسم سيكون له أثر إيجابي بالغ في الداخل والخارج، فبعد أن يزول هول الصدمة لدى أتباعه ويدرك الآخر جدية القرارات المتخذة وأنه لا مجال مطلقاً للتراجع، سيكون درساً لكل من يسعى لشق المجتمع طائفيا، كما سيكون درساً للقلقين والناعقين في الخارج ليدركوا أن بحرين اليوم غير الأمس، تظاهروا واستنكروا وحرقوا الإطارات، لن يحرك سعيهم ساكناً، البحرين ماضية في تقدمها ملمة بمصالحها التي حاول ويحاول أعداؤها بعثرتها لتكرار استنساخ نماذج إقليمية استطاعت أن تتخللها لخدمة مطامعها، يوماً بعد يوم سيدركون أن الفشل حليف محاولات الاختراق، فقد سددنا الثغرات وبنينا الحواجز بقرارات حاسمة وعواصف حازمة لا تكترث بنباح الداخل أو عويل الخارج .
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية