العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
التجاوزات بالتأمينات... لا حياة لمن تنادي! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 25 مايو 2016



إلى متى الصمت عن تجاوزات طال أمدها في التأمينات الاجتماعية، لا نزال نواجه الكارثة بردود أفعال خجولة وغير فاعلة، تجاوزات إدارية ومالية كثيرة وخطيرة غير عابئة بالقوانين مستمرة في سياستها غير المشروعة، تقف حجر عثرة في طريق تحقيق المصلحة العامة، “ولا حياة لمن تنادي”!
الفساد آفة معدية لها تأثيراتها ومضاعفاتها التي تشل التنمية وتهدد الكرامة الإنسانية والأمن، إنها ممارسات منظمة، ونتاج عمل شبكات متمصلحة معقّدة، يتعين علينا وعلى الجهات المسؤولة كشفها ومحاسبتها.
كشفت صحيفة “البلاد” في صفحاتها مراراً وحذرت تكراراً من تجاوزاتها والمخاوف التي آلت وستؤول إليها ما لم تتخذ الإجراءات الصارمة تجاه كل متسبب، وهاهي تنشر قبل أيام ما يؤكد استمرارية الفساد، منوهة الى أن المعطيات تفيد بأن ثمة ترتيبات تجري بوتيرة متسارعة تحلو للبعض من زيادة نسبة الاشتراكات وإلغاء التقاعد المبكر ورفع سن التقاعد لـ 65 سنة.
لقد ذكرت الصحيفة أن سوء إدارة هيئة التأمين الاجتماعي للاستثمارات والأموال الموجودة في صندوق الهيئة تقدر بـ 3.5 مليارات دينار، وذكرت أن بحوزتها تجاوزات من قبل الإداريين لقرارات مجلس الإدارة تتعلق بشطب استثمارات وتجميد أخرى وضياع نحو 111 مليون دولار من أموال المشتركين.
كما كشفت الأوراق الرسمية التي حصلت صحيفة “البلاد” على نسخة منها عن أن لجنة الاستثمار قامت باستثمار 100 مليون دولار بأحد البنوك الآيلة للسقوط رغم وجود قرار بوقف الاستثمار في البنوك في تلك الفترة.
كما تم شطب أربعة ملايين دينار من استثمارات الهيئة في الأسهم الخاصة المستثمرة مع بنك انفستكورب.
إنها مخالفات تبنى على أهواء تتبجح بجشعها دون رادع يردعها، فساد مستمر منتشر يضرب الهيئة منذ عمليات الدمج ومازال يضرب في مفاصلها، لقد فقدوا الإحساس والشعور بعظم مراقبة الله لهم !
نحتاج لنواب قادرين على تحريك أدواتهم الرقابية بشكل فاعل، وممارسة دورهم بأفضل وجه، بدل الصمت القاهر والانشغال بالمهاترات والمشاجرات التي هدفها الكراسي والمصالح الشخصية!
نحتاج لمتابعة أداء هيئة التأمين الاجتماعي على مستوى إدارة الأموال واستثمارها والمحافظة عليها، فالتهاون في استعادة الأصول المنهوبة، وعدم تطبيق سياسات جديدة صارمة لتقويم سلوكياتهم، ستحفزهم على الاستمرار، والتخاذل سيمكنهم من الإفلات من العقاب واستكمال مشوارهم في النهب، وبذلك لن تتحقق النزاهة ولن نتمكن من استعادة المسروق وسيدفع الأبرياء ثمن هذا الاستهتار بإشراكهم في تحمل التجاوزات الهادرة لثروات البلاد ومواردها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .