العدد 2605
الأربعاء 02 ديسمبر 2015
banner
“الأمور على ما يرام” لم تعد مقبولة فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 02 ديسمبر 2015


قام رئيس الوزراء قبل أيام بزيارة لمركز البحرين للمستثمرين، وعقد لقاء مفتوحاً مع مجموعة من رجال الأعمال واستمع لمشكلاتهم، ناقش معهم الحلول، وأمر بوضعها حيز التنفيذ والتطبيق مكلفاً سموه اللجنة الوزارية للشؤون المالية وضبط الإنفاق بأن تبحث مع الوزارات والجهات الحكومية التي تتأخر في الرد على طلباتهم.
رغم أن الحكومة شكلت الأجهزة والإدارات والهيئات لتسهيل الإجراءات إلا أنها أصبحت أكثر تعقيداً، للأسف لا يزال هناك بطء في التنفيذ يعيق المستثمرين ولا تزال المعوقات تعرقل طريق الانفتاح الاقتصادي الحر الذي له تأثيراته الإيجابية على اقتصاد البحرين.
تكديس الطلبات، وتعقيدات تتسبب في عزوف المستثمرين، عوائق لا تسير وفق التشريعات الاستثمارية التي وُضعت لدعم الاستثمار!
إن كلمات سموه عندما قال: “ترديد المسؤولين عبارة ان كل الأمور على ما يرام لم تعد مقبولة”، جاءت مؤكدة للحالة المزرية والتجميل الشكلي المعتاد من قبل المسؤولين، حيث مللنا من سماعها، كلمات تؤكد أن قيادتنا الرشيدة تدرك تماماً حجم القصور في الأداء الذي كشفته النتائج المخجلة والتراجع الذي يدفع ثمنه الوطن والمواطن، كلمات تؤكد التشبع من وعود لا تقرن بفعل يدعمها ويؤكد مصداقيتها.
للأسف الأمور ليست على ما يرام ولا وقت للمزيد من المجاملات، ومضيعة الوقت في التستر والتكتم على الأخطاء والعيوب، على بعض المسؤولين احترام عقولنا والنطق بالحق والاعتراف بالثغرات للبدء بمرحلة الإصلاح، فالنهوض بالعملية الاستثمارية يتطلب تطوير مناخها وإزالة أية معوقات من شأنها التأثير على القدرة التنافسية للبحرين لتواكب احتياجات المستثمرين والمستجدات في السوق العالمي.
كفانا تهريجا واستنكارا للحقائق فتردي الأوضاع سيتسبب في عزوف دائم للمستثمرين، وتحفيزهم للبقاء لن يتحقق دون توفير التساهيل وإزاحة القيود ومحاسبة المفسدين، جميعها ستساهم بشكل مباشر وغير مباشر في التطوير والبناء.
يجب سد الثغرات بخطط واستراتيجيات مدروسة وقرارات غير منفردة قبل فوات الأوان، فالصورة العامة الموجودة في ذهنية رجال الأعمال تجاه البحرين لم تعد كما كانت، الأزمة والوضع الأمني كان من جهة والفساد المستشري من جهة أخرى.
إن أردنا تحقيق تنمية مستدامة وتحسين الاقتصاد يجب تحويل الدولة لمشجع وراع للاستثمار، بكسر المعوقات التي تعترض المستثمرين ومحاسبة كل من يعيث في البحرين تخريبا وإفسادا، إن أردنا البناء فلنزح عوامل الهدم وإن أردنا جذب المستثمرين فلنمنع عزوفهم بحلول جذرية، فمازالت هناك ضبابية في التخطيط وعدم وجود رؤية استثمارية مستقبلية واضحة تشرك الجميع في رسم معالمها.
نحتاج مبادرة اقتصادية تستعيد ثقة رجال الأعمال، ورسم خارطة طريق تتضمن حلولا وتوصيات ومقترحات ترتكز على اعلاء المصلحة العليا للوطن من أجل تدارك ما فات.
نحتاج لإعداد خطة لترويج الاقتصاد وإنعاش الاستثمارات وتجاوبا حكوميا لحل المعوقات التي تواجه الصناع والقطاع الخاص والمستثمرين، نحتاج لنهج جديد يذلل العقبات ويفتح الطريق أمامهم، خصوصاً بعد التوجيهات الصريحة والأوامر السديدة من سمو رئيس الوزراء للجهات المسؤولة التي في انتظار حيز التنفيذ والتطبيق.
توجيهات سموه لها بالغ الأهمية، فسموه مدرك تماما مقتضيات المرحلة الراهنة وما تفرضه من أولويات يجب إنقادها وتخطيها لتلبي التطلعات، ونجاحها يتطلب عملا جادا متكاملا وتنسيق وتعاون الجهات الحكومية فيما بينها وبين القطاع الخاص، ومجلس النواب وغرفة تجارة وصناعة البحرين لنتمكن من تحقيق تحول نوعي حقيقي في التعامل مع اصحاب الاعمال والمستثمرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .