العدد 2598
الأربعاء 25 نوفمبر 2015
banner
العنصرية في التعليم.. ظلم وإجحاف! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 25 نوفمبر 2015


قبل أيام نشرت إحدى الصحف مقالا لبرلماني سابق وكاتب بالصحيفة، عن وزارة التربية والتعليم والمدرسين العرب في مملكة البحرين، متمادياً ومبالغاً في وصف ‏تجاوزاتهم الأخلاقية، سؤال للكاتب، هل هذه التجاوزات تخرج فقط من الوافدين؟! وهل المدرسون البحرينيون منزهون عنها؟! هل نسي الكاتب المدرس الذي فصل بسبب إساءته للصحابي خالد بن الوليد؟ وغيره كثيرون أساءوا للصحابة وأساءوا لشرف المهنة، والتعامل مع الطلبة بأساليب تجردت منها القيم والإنسانية والمسؤولية.
التعليم مهنة ذات قداسة خاصة، توجب على القائمين أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس والطلبة، التعليم عطاء مستمر للعلم والخير، سواء كان المربي مواطنا أم مقيما، ومن واجبنا تعزيز دورهما بالتحفيز والثناء بدل التمييز القاهر والمحبط والمذل .
فمن غير المنصف أن نكون جاحدين متنكرين، ظالمين ومجحفين للجهود التربوية العظيمة التي يقوم بها المدرسون العرب، ليس تأييداً لاستقطاب وافدين أو تفضيلهم على أبناء الوطن، بل على العكس نطالب بتقنين اللجوء لمربين أجانب واستغلال الكوادر البحرينية، ولكن ليس من العدل ولا من شيم وأخلاق شعب البحرين التنقيص من الآخر والتقليل من شأنه والتنكر لفضائله وعطائه طالما يخجلنا بجهوده العظيمة من أجل تنوير فكر أبنائنا وتطويرهم، وأي تقصير أو خطأ قد يخرج من العربي وارد أن يخرج من البحريني أيضاً .
لقد أثبتت أحداث 2011 أنه كم من مربين محسوبين بأنهم مواطنون إلا أنهم من أجل مصالحهم وتحقيق أجنداتهم تجردوا من الإنسانية وأثبتوا أنهم لا يمتلكون أدنى حس وطني تربوي، أبهرونا بعنصريتهم وحقدهم ضاربين كل المفاهيم الأخلاقية الوطنية عرض الحائط، حتى فقدنا الثقة في مهنيتهم بعد خيانتهم الأمانة، فلم يعد أبناؤنا في أيد أمينة، حتى أصبحنا حينها نفضل الغريب على القريب فقط اطمئناناً على سلامة أبنائنا وعدم التشويش على فكرهم وتضليلهم بمعتقدات باطلة، وها نحن نسعى حتى اليوم لتقبل فكرة التعايش والترقيع واسترداد الثقة.
مثال واقعي لامسناه وبرهان أن الثقة والأمانة والعطاء دون خيانة من أخلاقيات الفرد ولا علاقة لها بأصله أو جنسه .
نماذج كثيرة من التجاوزات والتقصير والخيانة ولكن سيبقى المعلم الفاضل، عربيا أو بحرينيا، يستشعر عظمة المسؤولية المكلف بها لبلوغ غايته من أداء رسالته الطاهرة، والحفاظ على نقاء السيرة والسمعة والتعامل مع الطلبة بمودة أبوية صادقة، والأهم الوصول لنتائج فعلية إيجابية مشرفة وتخريج جيل صالح واع ومسؤول.
كنت أتمنى من الكاتب أن يلقي الضوء، ضمن القصص المرعبة التي تحدث عنها والتجاوزات، على جميع المقصرين دون تحيز أو تنكر.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية