العدد 2516
الجمعة 04 سبتمبر 2015
banner
“وجوه مغيّبة” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 04 سبتمبر 2015


لغة إدانات واستنكار شنها عملاء وجهات إعلامية لتبدي بعد حادثة تفجير كرانة الإرهابي استياءها، لغة جديدة لمسناها في تصاريحها، حيث رصت كلماتها بمصداقية وشفافية دون اللجوء كعادتها لثنايا مبهمة تخدم أجنداتها، لقد أبلوا بلاءً حسناً وتحدثوا بلسان وطني، وعلى قدر الرضى تأتي فكرة تقبل تغيير يخفي مقاصد ويستخف بالعقول.
بعد حالة الفشل والإحباط التي وصلت إليها الجماعات المتطرفة أصبح لا مفر لديها من شجب حقائق مغيبة وإخفاء اعتلالها الفكري المنحرف، “ظالم يتحدث بلسان مظلوم” لتقليص أصابع الاتهام بالتبرؤ من العنف والإرهاب، واستغلال ضحايا أبرياء هدرت دماؤهم على أيادي أتباعها لتمثل الأسى عبر تصريحات رنانة تندد وتستنكر وتقدم عزاءً مصطنا!
إنها تدعي الخلق والمثالية والولاء حتى تستجمع قواها وتستعيد إمكاناتها، فتحول قبلاتها إلى طعنات وورودها لبنادق مميتة كما هو الحال في العراق وسوريا.
أقاويل وفتاوى استُغلت على أوجه عدة، ومفاهيم متشعبة، ومقاصد متفرعة، تركت أثرا على نفوس ضالة تستبيح ملذاتها لتنفيذ مصالحها !
لغات وأوجه ملونة تخرج كالحرباء متأثرة بعوامل محيطة تتقلب وفق أهوائها حالها كحال أصولها الإيرانية، جماعات لا يؤخذ منها حق ولا باطل، والمحزن المبكي استغواؤها للأنظمة العربية رغم قوتها وإدراكها التام لزيف استمالتها وإلمامها بحقيقة مقاصدها إلا انها تعجز عن قطع دابرها. وجه آخر خرج من السفارة الأميركية بعد حادثة تفجير كرانة أعلن فيه مشكوراً استنكاره للأعمال الإرهابية، إلا أنه اقرن الإرهاب بالحوار بين جميع الأطراف لتحقيق التطلعات المشروعة كما جاء في بيانه.\ كما عهدناهم يطفئون جنباً ويزيدون الآخر لهيباً، عجباً أن يُطلب التحاور مع أطراف إرهابية!
مبادرة تعجز الكلمات عن وصفها فهي تحفيز علني للإرهاب، وإساءة صريحة لمؤسسات الدولة ولبرلمانها حيث ضربت بمسؤولياته عرض الحائط. مبادرة أساءت لهيبة ومكانة أحكام القضاء، تصريح لا يندرج وفق أسس سلمية محاربة للعنف، يجب على الناطق اللجوء لقوانين بلاده وأحكام قضائها وتعلم ابجديات محاربة الإرهاب، وأساليبها المشددة وإجراءاتها الصارمة في مكافحته.  إن الأمن القومي الأميركي لن يعلو شأناً على الأمن القومي البحريني، فحقهم في حفظ أمنهم ومصالحهم سيان.
يبدو أن التطلع الأميركي المشروع تجاه البحرين الذي نطقت به السفارة في بيانها هو “إفسادها”.
لن نسمح أن تطال أيادي المكر أمننا ومؤسساتنا الدستورية وبرلماننا، وستبقى الإرادة الشعبية حصانة أمام العابثين، والتطلعات البحرينية الحقيقية المشروعة بإذن الله ستتحقق بتكاتف محبيها، لتجعل من اسم البحرين نموذجاً يحتذى به في حماية أرضها ومصالحها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية