العدد 2509
الجمعة 28 أغسطس 2015
banner
وزير الداخلية... “الحرب مبدؤها كلام” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 28 أغسطس 2015

ألقى الأحد الماضي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة كلمته مجتمعاً بأبناء وطنه، هكذا عهدناه دائماً، كتاب مفتوح يشارك الجميع بكل حب ووطنية وشفافية آخر المستجدات الأمنية والإجراءات التي تنتهجها الوزارة في التطوير والتحديث، منصتاً بحرص لاقتراحاتهم وآرائهم، حتى استطاع بسياسته الكاسرة للحواجز والمشاركة للمواطن، أن يبني منظومة أمنية صلبة ومتكاملة، المرحلة التي نخوضها تتطلب هذا الوضوح والشفافية الأمنية، فقد تزايدت التهديدات حتى أصبحت على أعلى درجات من الحقارة، وخير دليل التصريحات العلنية من بعض المسؤولين الإيرانيين الداعمة للإرهاب وبث الفرقة بين شعوب المنطقة.
لقد بدأ الوزير كلمته كعادته شاكراً ممتناً لما قدمه أبناء البحرين من تجاوب لتلبية الدعوة لاستنكار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، فقد كان رداً بحرينياً خالصاً وموقفاً وطنياً صادقا لمسناه دون عنصرية أو تمييز.
كلمته كان لها أبعاد ومؤشرات تنبئ بخطوات وضوابط في طريقها للنور، وتلميحات حزم تبشر بالخير، لقد أكد في كلمته ضوابط عديدة واشتراطات منها تنظيم السفر للمناطق الخطرة ولمن هم دون سن الثامنة عشرة، بهدف حماية رعايا المملكة وأبنائها وضمان معايير حماية الأطفال والشباب والحد من استغلالهم للسفر إلى مناطق النزاعات، كما أصدر تشريعا يكافح التمييز والكراهية والطائفية، وإقرار مشروع السياج الأمني لمراقبة دقيقة للإبحار في مياهنا الإقليمية، ووضع اشتراطات لمزاولي الخطابة الدينية وألا يكون الخطيب منتمياً إلى أية جمعية سياسية، قرار يحفظ الدين من التسييس وينقي المنابر من خطب طائفية تستهدف الآخر فتشعل نار الفتنة والحقد والضغينة.
ما لمسناه ما بين سطور كلمة وزير الداخلية أنه سيخوض حرباً ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية السافرة، “الحرب مبدؤها الكلام” والأيام القادمة على ما يبدو ستكون أكثر حزماً، ومن لا يستجيب للشروط ولا يلتزم بالضوابط سيحاسب محاسبة جادة.
لقد كان تصريحاً صريحاً وواضحاً تجاه التدخلات الإيرانية في شؤوننا الداخلية، فقد قال في كلمته: “إذا كان السبب المزعوم من وراء تدخلاتها هو الحرص على أوضاع شيعة البحرين فهذا عذر طائفي غير مقبول، فالمواطنون في البحرين لم يفرق بينهم الدستور ولا القوانين، ولا يوجد لدينا مواطنون من الدرجة الثانية، وشيعة البحرين لا يحسون بأنهم شيعة من الدرجة الثانية إلا عندما يكونون في إيران”!
تستمر إيران في العبث بأمننا واستقرارنا وانتهاج سياسة التفريق الطائفي، وعلى الرغم من وجود كل الحقائق والاعترافات الدامغة على تدخلاتها ومخططاتها إلا أنها تتنكر أو تقابل ما تم الكشف عنه بردود أفعال خجولة، فعلاً كما قال وزير الداخلية أصبحنا لا نعرف كيف نفسر مقولة إن الجار قبل الدار.
استطاعت البحرين تجاوز أزمتها بفضل الله ثم حكمه قيادتها بما قدموه من جهود جبارة وعمل دؤوب، واتخاذ الإجراءات والتدابير التي تحفظ أمننا لتنقلنا إلى بر الأمان.
نتمنى أننا تعلمنا الدرس وأدركنا حجم المخاطر والتحديات، وأننا جميعاً سواسية أمام القانون الذي ينفذ بلا تدخلات خارجية ومنظمات حقوقية أو اعتبارات أو قيود، وكما قال الوزير: “من يخالِف القانون يُخالَف، فإننا لا نؤمن بمبدأ الشر يعم والخير يخص، بل نقول إن الخير يعم والشر يخص والعقوبة شخصية”.
حفظ الله مملكة البحرين والدول العربية والإسلامية من كل شر ومكروه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .