العدد 2479
الأربعاء 29 يوليو 2015
banner
“تدخلات إيرانية وولاء مزدوج” هل ستواجه بالاستنكار فقط؟! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 29 يوليو 2015



أثارت التصريحات التي أطلقها مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي مؤخراً شعب البحرين، ونتجت عنها ردود أفعال قوية بعد تعهد خامنئي باستمرار دعم محاولات بث الفوضى في مملكة البحرين، تصريحات مستفزة محرضة تعد تدخلا صريحا في الشأن الداخلي تكرر كثيرا حتى بلغ خلال عامي 2011 و2012 (42) موقفاً وتصريحاً عن جميع المسؤولين بدءاً بالمرشد الأعلى لإيران وصولاً إلى الرئيس السابق أحمدي نجاد فمجلس الشورى ووزارة الخارجية، لترتفع خلال العامين الأخيرين لضعف هذا العدد وبلهجة أكثر حدة وعداء.
التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي مرفوضة شكلاً ومضمونا من كل مكونات المجتمع البحريني، فقد تمادت الحدود متعدية كل الخطوط الحمراء.
علي خامنئي لا يزال يستمر في توظيف خطاباته سياسياً وطائفياً، وحدتها دليل ضعفهم وهشاشتهم “فالعربة الفارغة أكثر جلبة”، وصراخه اليوم على قدر الألم خصوصاً بعد عاصفة الحزم وفقدان سيطرتهم على اليمن!
إيران تعد الأكثر ظلماً وعنجهية تجاه شعبها الذي يتذوق مرارة العنف والاستبداد واستباحة الأعراض والدماء، بينما خامنئي يدير ظهره عنه منشغلاً بتحريض شعوب العالم دون وضع حلول تصلح أحوال بلاده الاقتصادية والسياسية المتدهورة!
تشن إيران حروبا قمعية فكرية ومشروعات تهميشية تعترض مبادئ التعايش وتعرض مجتمعاتنا للانهيار وتخلق الفوضى يجب دحرها بالقانون.
‏التدخلات الإيرانية في البحرين ليست وليدة اليوم، لقد ضربت بحقوق الجوار والمعاهدات الدولية عرض الحائط، خارجة عن نطاق العلاقات الدولية بتصريحاتها المعادية وتهريب مواد متفجرة وأسلحة وذخائر وإيوائها للهاربين من العدالة وفتح المعسكرات الإيرانية لتدريب المجموعات الإرهابية التي تسعى إلى استهداف أرواح الأبرياء، واستمرارها في الحملات الإعلامية المضللة، وكما صرح وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بأن الأمر يقتضي في البداية تصحيح ركائز البيت الخليجي من تلك “الولاءات المزدوجة” المخالفة قانونياً، وما أوجد مساحة إلى ذلك خلط المنبر الديني بالسياسة، وهو الأمر الذي سعت إليه الأجندة الإيرانية من خلال تسييس الحوزات الدينية في قم.
لا مكان بيننا لثيوقراطيين فاشيين، ولاؤهم مزدوج ينقضون القوانين وينتهكون الحقوق، جماعات فقدت هويتها وكرامتها، ومازالت إيران تجرهم كالكلاب الضالة نحو الهاوية.
“لا محاباة في التطرف” واليوم غير الأمس، فالمرحلة القادمة تقتضي الحزم ولا تحتمل التهاون، فقد طفح الكيل من تدخلاتها في شؤوننا الداخلية وسعيها الدائم لزعزعة أمننا واستقرارنا.
‏وماذا بعد الاستنكار؟!!
لقد أدى شعب البحرين دوره على أكمل وجه وأعرب عن رفضه واستنكر عبر كل الوسائل، ولكن يبقى الدور الأهم على عاتق الأنظمة الخليجية بتوحيد قرارات جذرية صارمة تحد من هذه التدخلات، فمازالت بعض الحكومات مستمرة في وضع اعتبارات دبلوماسية واقتصادية، ولا نزال نصدر بيانات خجولة غير موحدة لا تدحض ظالما ولا تخرس شاتما!
‏وقف تدخلات إيران وإخراس عملائها ودحر خلاياها لن يتحقق باستنكار شعبي أو”هاشتاغ” لا يتعدى أياما معدودة، بل بمواقف خليجية فعلية وعلى كل الأصعدة تكبح جماحها عبر عقوبات اقتصادية ودبلوماسية موحدة.
‏الأوضاع الإقليمية المتوترة تتطلب الإسراع في تنفيذ “الاتحاد الخليجي” لحماية المنطقة، فبالوحدة لن تقوم قائمة في الخليج لأصحاب الولاءات المزدوجة، وستبقى البحرين بإذن الله لمحبيها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية