العدد 2416
الأربعاء 27 مايو 2015
banner
تفجير القديح.. داعش يتبنى... العالم يدين والدماء تهدر!!! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 27 مايو 2015


خلال صلاة الجمعة في قرية القديح في القطيف شرقي السعودية قام شخص يرتدي حزامًا ناسفًا بتفجير نفسه في مسجد علي بن أبي طالب، بعدها أعلن تنظيم الدولة “داعش” مسؤوليته عن هذا التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 21 شخصًا وإصابة 123 آخرين.
تفجير لم يستهدف مسجدًا بقدر ما يستهدف وحدة السعودية وأمنها والتفريق الطائفي المتعمد بين السنة والشيعة!!!
ما إن وقع التفجير حتى انهالت سلسلة من الإدانات والشجب والاستنكار للعنف والإعراب عن مشاعر الحزن لفقدان الأرواح، من مجلس الأمن الدولي والبيت الأبيض ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الخليج والتي من المتوقع أنها لن تتجاوز الصحف!!
نعيش اليوم واقعًا يحتّم علينا اتخاذ موقف ثابت يرفض الأعمال الإرهابية الشاذة على مجتمعنا والبعيدة عن مبادئنا وقيمنا وتعاليم ديننا الذي يحدثنا عن التعايش، موقف موحّد يحبط التحالفات الإرهابية والطائفية الهادفة لحرق منطقتنا العربية وزرع فتن تستهدف أمنها واستقرارها.
الصراع بين الشرق الأوسط وإيران لن ينتهي طالما حلم الإمبراطورية الفارسية لم يتحقق، ستبقى تحارب المنطقة بكافة الوسائل والإمكانات السياسية والإعلامية، والدينية الطائفية والذي تعتبره السلاح الفتاك لشق صفوفنا وتفريق شعوبنا وتشتيتها، وخلخلة ترابطنا ووحدتنا لخلق ثغرات تمرر أجنداتها وتحقق أهدافها.
سيناريو مكرر ضال وأساليب استبدادية عنفية انتهاكية مستهلكة، إيران اليوم تحاول استغلال الجماعات الشيعية المتعصبة من جهة وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة “داعش” من جهة أخرى لخلق صراعات داخلية تسهل بلوغ الغاية، نهج إيراني مبتذل داعم لكل ما يدمر ويلطخ المنطقة دماء من يتعارض مع فكرها ومنهاجها الديني ويعترض طريقها..
إيران تصمت عن جماعات الإرهاب السنية من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش عندما تتبنى عملياتها الإرهابيةٍ كونها شريكًا معاونًا، وأدوات تختصر طريق بسط النفوذ بين الدول العربية، بينما تثور وتغضب تهدّد وتقتل من يقف أمام عملائها الحقيقيين الداعمين لأجنداتها، لقد جن جنونها أمام التحالف العربي في عاصفة الحزم، الصفعة التي لم تكن في الحسبان!!
نواجه اليوم استهدافا سنيا متعمدا واستهدافا شيعيا مفرقا هذا هو الإرهاب الذي لا يميز بين عدو أو صديق، فالغاية تبيح المحظور وتستبيح الدماء والأعراض، أصبحنا نواجه جرأة في تشهير المحاصصة الطائفية الهادمة لمبادئ التعايش والعيش الآمن من قبل جماعات مختلفة في أيديولوجيتها تنفذ مشاريعها الدموية بلا خوف أو تردد!!
لإعادة التوازن في المنطقة، يجب الكف عن محاولات التصالح مع الإرهاب الذي سيضلل مجتمعاتنا ويقودها نحو التراجع والتخلف والضياع.
يجب عدم التخاذل والتهاون في مواجهة العناصر الإرهابية وترجمة التصاريح والتهديد والوعيد إلى أفعال حازمة صارمة وجريئة، والشروع بتحديث لغة المواجهة دينيًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا باستخدام أساليب مغايرة تتناسب مع حجمها وخطرها المتصاعد على المنطقة، يجب تكثيف التوعية لدى أبنائنا كي لا ينجرفوا خلف خطابات طائفية تروج أفكارًا اقتتالية شاذة تبث بعقولهم سموم تغسل الأدمغة فتجرها نحو التهلكة!!
ختامًا، أقدّم خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا إثر حادث الانفجار الذي وقع في القديح بالمملكة العربية السعودية، نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان على فراقهم، حفظ الله السعودية والخليج العربي وكل الأمة العربية من كل شر ومكروه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .