العدد 2383
الجمعة 24 أبريل 2015
banner
ليت كل الحروب “عاصفة حزم”.. تعصف تبني وتعيد الأمل فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 24 أبريل 2015



فتح التحالف الذي تقوده السعودية الباب أمام المساعي الدبلوماسية لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية، بإعلان مفاجئ عن انتهاء “عاصفة الحزم” وبدء مرحلة جديدة أطلق عليها “إعادة الأمل”، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام العمليات العسكرية، حيث أكد “أحمد عسيري” المتحدث العسكري باسم التحالف أن “قيادة التحالف سوف تستمر في منع الميليشيات الحوثية من التحرك والقيام بأي عمليات داخل اليمن”.
المرحلة المقبلة ستشهد قراءات أخرى بعد أن لوت “عاصفة الحزم” الذراع الحوثي الذي أصبح أكثر استعداداً من السابق لدفع استحقاقات أي تسوية للفرار من القفص، حتى وإن تطلب الأمر التخلي عن طموحاتها في الهيمنة على اليمن.
الشرعية اليمنية ستعود رغم التمرد والانقلاب الحوثي، فلا خيار أمامه غير الرضوخ للواقع وإلا سيكون مكوناً منبوذاً مستبعداً، فبعد تلقينه درساً رادعاً لا يُنسى أصبح مدركاً أن الانحراف عن المسار واستخدامه لأي قوة عسكرية أو السماح للتدخلات الإيرانية لتعبث في اليمن سيكلفه الكثير، ومع أول خطوة متمردة ستهب العاصفة لتمحي أثرها، فالغاية واضحة والأهداف ستنفذ متى ما ظهر المسبب.
لقد خابت التصورات الإيرانية عندما ضنت أن الدول العربية ستكتفي كعادتها بالصمت أو الشجب والتهديد، في حين أنها تلقت صفعة تلو الأخرى بدأت مع عاصفة الحزم، عاصفة غطرستها كاسرة كبريائها محطمه لآمالها في التوغل واسترداد توازنات وقوة إمبراطوريتها المتسلطة.
“عاصفة الحزم” ستبقى نموذج للعالم يعلمهم أصول الحرب بتكتيكاتها وخطواتها وثقتها وحنكه قراراتها، والأهم أنها كانت تضرب ضرباتها التأديبية بيد وتطبطب بالأخرى داعمة المقاومة اليمنية بعمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، حرب شنها التحالف لتحقيق أهداف إستراتيجية موحدة غير طامعة في الأراضي اليمنية، حرب راقية حرصت أن تعيد الشرعية بأقل الخسائر دون إساءة للآخر، أو شن مؤامرات عدوانية دنيئة أو إدعاءات إعلامية خائبة، سياسة سعودية عربية فاقت السياسة الأميركية والإيرانية في ذكائها وحضاريتها ميدانياً وعسكرياً وسياسياً..
وها هي بعد انتهاء مرحلتها الأولى وتحقيق أهدافها جواً وبحراً وتفكيك الميليشيات ومحاصرتها، اليوم تدخل مرحلة ثانية من عاصفة الحزم، تعيد فيها الأمل وتفتح للحوثيين الأبواب على مصراعيها للتصالح والجلوس على طاولة الحوار، بأن تترك أهدافها الطامعة البغيضة.
ختاماً نبارك للشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية نجاح عاصفة الحزم، ونشكر وقفتهم الإنسانية العظيمة لنجدة الأخوة الأشقاء في الجمهورية اليمنية لإعادة الأمن والشرعية من الأيادي الغادرة من المليشيات الحوثية وأعوانهم، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يسدد على طريق الحق والنصر والخير خطى خادم الحرمين الشريفين، وكل قادة الأمة العربية والإسلامية، آملين أن تحقق مرحلة “إعادة الأمل” أهدافها لتكون بداية خير تنقلنا لمحطات قادمة تحول فكرة توسع الإمبراطورية الإيرانية إلى سقوطها في القريب العاجل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .