العدد 2258
السبت 20 ديسمبر 2014
banner
تردي ثقافة الاحتفال.. وفضائح تهدّد المجتمع!!! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
السبت 20 ديسمبر 2014


 احتفلت البحرين بفعاليات وطنية لازالت مستمرة في بعض مناطق المملكة بمناسبة اليوم الوطني، أضاءت البحرين وأشعلت في قلوبنا ذكريات الطفولة، يومٌ جددنا فيه الوطنية بمشاهد ومواقف رائعة وأجواء تبث الطمأنينة والأمان، كم نحن محظوظون بوجود وسائل التواصل الحديثة التي استطعنا من خلالها تبادل الفرحة ومشاهدة كل فعاليات البحرين من مواقع الحدث. اليوم الوطني كان عرسًا وطنيًّا عظيمًا بمعانيه ومهمًّا بمفاهيمه، اختصر بمظاهرة أسلوبه العملي الجميل أُسس الوطنية في يوم واحد، بينما تدرس لشهور نظريًّا في المناهج، ورغم الفرحة والمتعة التي شملت الكبير والصغير إلا أن هناك من يعكّر صفو جمالها ويشوّه معانيها ببعض التصرفات والسلوكيات الغريبة والدخيلة على مجتمعاتنا التي تخرج عن الإطار الوطني العفيف السامي البريء. تصرفات خرقاء أخلاقية مسيئة من فئة لا تمثل المجتمع البحريني، فقد تعمّد بعض الشباب والمراهقين لفت الانتباه بتصرفات غير لائقة كالاعتداء على حرية الآخرين، ومضايقة العوائل ومعاكسة الفتيات، واستغلال التجمعات والمسيرات للرقص وإزعاج الآخرين ورمي المخلفات، أما الحادثة الأغرب فضيحة أحد المشاركين من “الجنس الثالث” عندما قام بتصرف غير أخلاقي علانية في منطقة التخييم انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولله الحمد استطاعت الجهات الأمنية القبض عليه، نموذج قد يتكرّر ما لم يتم الحزم معها ومع أمثاله من المسيئين، وإيجاد حلول لتفريغ الطاقات الشبابية وإعادة توجيهها وفق حدود الدين والعادات والتقاليد والمبادئ والقيم التي نشأنا وتربينا عليها. إن مثل هذه الفعاليات تكشف لنا حجم الجهل للثقافة الاحتفالية وكيفية التعبير عنها، وجهل البعض لأهمية وقيمة تمثيله للوطن أمام العالم، لتؤكد أن في المجتمع فئات غير مهيأة للتعبير عن الفرحة بشكل صحيح، مما يعكس صورة غير مشرفة لا تمت مجتمعنا بصلة. للأسف رغم الجهود والترتيبات الأمنية لوزارة الداخلية التي فعلاً يشكرون عليها، إلا أننا نواجه بعض القصور والأخطاء التي يجب تفاديها في الاحتفالات القادمة، كسد بعض الطرق الرئيسة المهمة التي أزعجت المواطنين وعطّلت مصالحهم ومنها المؤدي للمستشفى، مما ساهم في تعطيل المرضى للوصول، يجب تخصيص أماكن خاصة تحتضن فعاليات الشباب ومسيراتهم لتسهيل الحركة المرورية في الشوارع الرئيسة. المظاهر السلبية لا تلغي مطلقًا إيجابيات هذا اليوم الوطني، ولكن نحتاج لنشر وتصحيح بعض الثقافات كثقافة الاحتفال حتى لا تتفاقم سلبياتها وتخرج عن المألوف بتعبير خاطئ مبالغ غير حضاري يبدّل المفاهيم ويلوّث الذكريات في يوم وطني مهم. يجب نشر الوعي الديني والتربوي والأخلاقي في التعبير عن الفرحة، وتشديد الانضباط بعقوبات صارمة لمحاربة السلوكيات والمظاهر السلبية المنساقة لمنعها والتخفيف من حدتها، فهي تصرفات وليدة قد تتوسّع وتدخل في مسار المفاخرة التنافسية الخاطئة وتصبح ظاهرة تشكّل خطورة على مجتمعنا وفضائح تغتال مظاهر الفرحة وتحولها لآهات مكنونة وحسرة بسبب مأساة تضر بأبنائنا وبسمعة هذا الوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .