العدد 2233
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
banner
نجاح الانتخابات... “شاقول وشاخلي”! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014



فعلاً “شاقول وشاخلي” فقد كان يوما وطنيا تاريخيا يعجز اللسان عن وصفه وأية كلمة تكتب لن توفيه حقه، يوم شعر فيه كل مواطن بذاته وأهميته، يوم ذكرني بتجمع الفاتح الذي فزع فيه الصغير والكبير.
لقد خرج الشعب في يوم 22 نوفمبر إلى مراكز الاقتراع بكل أطيافه الأطفال والشباب والنساء والرجال والشيبان بكل حب وابتسامة، عرس شارك فيه أطفال بأعلامهم وزيهم البحريني الأصيل، مواطنون عادوا من سفرهم فقط للمشاركة، وآخرون مرضى ومسنون ومقعدون لم يتقاعسوا عن الحضور محتضنين ومقبلين جوازهم، مشاهد لا تنسى تجسد أسمى معاني الوطنية والإنسانية.
منذ طفولتنا ونحن نشهد أياما وطنية واحتفالات وكانت أجمل بفعالياتها، إلا أنها لا تتقارن بفرحة احتفالات اليوم فالأوضاع السياسية والإقليمية وانقسام مجتمعنا لمؤيد ومعارض زاد من استيعابنا وفهمنا للوطنية وعزز حب الوطن وفرحتنا بأعياده، فاحتضان الأم لابنها المفقود لحظة عودته له طعم وإحساس مختلف نابع عن مرارة وخوف واشتياق، هذا حال كل بحريني مخلص غيور، معظم من التقيت بهم يقول: “باشارك ما بخلي جماعة تلغي وجودي”، وفعلاً أثبت شعب البحرين بعزيمته وإصراره للعالم وجوده في مشهد انتخابي جليل حمل رسالة عظيمة كتبت حروفها من ذهب مختصرة أحداثها بأجمل المعاني الوطنية، رسالة جاءت ردا على الأعداء الذين يطعنون بشرعية ديمقراطيته ويلغون الآخر، فقد أثبتت كثافة المشاركة والإقبال الشديد على التصويت نجاح العرس الديمقراطي لتؤكد عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الأمن والأمان، ولم يكن لتهديدات أعداء الوطن تأثير يعطل ويهدد سير العملية الانتخابية.
نجاح الانتخابات أحرج علي سلمان وجماعته أمام العالم خصوصاً بعد أن بلغت نسبة المشاركة 51.5 % أي أن نسبة المقاطعة لم تتعد 16 % من الشعب. خابت آمالهم بعد جهود شهور، فقد جاءت عكس ادعاءاتهم مما دفعهم حتى اليوم إلى التبرير ونشر الإشاعات للترقيع والتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية واتهامها بالتزوير لمحاولة بطلانها.
يوم واحد كان كفيلاً بدحر أكاذيبهم وإحراجهم، يوم واحد برهن حجمنا وولاءنا وحضاريتنا الديمقراطية مؤكداً مقدار وعي المواطنين لأهمية النقلة التنموية الإصلاحية التي تمر بها البلاد وتفهمهم لحجم الضغوط المعادية التي تستهدف المملكة وتطعن في نظامها ودستورها، يوم واحد استطاع أن يكشف للعالم ادعاءاتهم فقد شهد اعترافات وشهادات دولية تؤكد في تصريحاتها أن “المعارضة البحرينية كذبت على العالم”، يوم واحد جاء صفعة ساخنة تعيد لهم حساباتهم وتزيد إحباطهم وتخبطاتهم ليُحفر تاريخ 22 نوفمبر في عقولهم.
الأهم اليوم أن نحافظ على هذا التاريخ بمفهومه ومعانيه ودلالاته الوطنية المعبرة التي أكدت مدى حب الشعب لوطنه ولجلالة الملك، وأن نحكي لأبنائنا أحداثه لحظة بلحظة ليدركوا أسس الوطنية الحقيقية ويفخروا بمواقف آبائهم المشرفة لتكون بداية مشرقة بإذن الله.
ختاماً أقدم خالص الشكر لكل من ساهم بنجاح هذا العرس التاريخي الديمقراطي العظيم بدءاً من حكومة البحرين ووزارة الداخلية على جهودهم في حفظ الأمن وسلامة الناخبين واللجنة العليا والإشرافية للانتخابات، والمساهمين عبر كل شبكات التواصل الاجتماعية على جهودهم الحثيثة لتوعية المواطنين على أهمية المشاركة، وشكر من القلب لكل مواطن دفعته وطنيته للمشاركة رغم الضغوط والتهديد، كما أشكر وأهنئ شعب البحرين على هذا الإنجاز فقد أضاف بمشاركته قيمة وطنية لن ينساه التاريخ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية