العدد 2201
الجمعة 24 أكتوبر 2014
banner
أصواتكم جنود في معركة إثبات الوجود فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 24 أكتوبر 2014


استقبلنا البرلمان السابق بأجواء كانت على ما يرام ومبشرة بالخير وسط تأهب المواطنين بشوق للقادم الذي سيفتح لهم آفاقاً جديدة بتحقيق متطلباتهم وتطلعاتهم، فقد بدأ بثقل يشاد به وقناعة بتقديم الأفضل وهيبة أشبه بمارد فانوس سحري يلبي للشعب رغباته، حلم بدأ مع إعلان فتح باب الترشح للمجلس النيابي والبرلماني، والوعود التي أطلقها المرشحون والتي فجرت معها ضغوطا وهموما شاخت لم تر النور، إلا أن الوقت كان كفيلاً بفضح المستور وفرز الصالح الصادق من الطالح الذي تغافل عن حقوق المواطن، وسعى لتحقيق مصالحه والتمتع بامتيازات بلا حياء ولا ضمير.
اليوم انتهى ذلك الحلم الذي أصبح كابوساً بعد 4 سنوات من الانتظار، لأننا سنمارس حقنا الدستوري في التصويت لنطوي صفحة الأمس، فشعاع النور مازال ساطعاً والأمل يتجدد مع وجوه جديدة قادمة علينا أن نعينها ونعاونها لغد أفضل، وتذكيرها بكل ما عصف بالمجلس السابق من مهازل وحكايات غريبة حولت البرلمان لمسرح يستعرض فيه أبطاله إخفاقاتهم والتصنع في مشاعر الحرص على مصالح المواطن، كما سنذكرهم بالأوصاف المهينة والألقاب الهابطة التي تبادلها العامة على النواب السابقين وعبر كل الوسائل مما ساهم في التقليل من شأنهم وهيبتهم، هذا ما لا يجب أن يسمح به القادمون حتى لا يكون مصيرهم كمن سبقهم.
نذكركم يا نواب المستقبل باستغلال الأدوات البرلمانية المحاسبية على أكمل وجه، والاتعاظ من نتائج سوء استغلال السابقين لها وكيف كانت سببا في تعطيل نجاح عملهم البرلماني ومصداقيته، وكيف أخفقوا في استجواب الوزراء ومعالجة مشكلة العجز في الميزانية لتحسين معيشة المواطن، تذكروا أنكم صوت للمواطن تحت قبة البرلمان، أيقظوا ضمائركم وكونوا عوناً للمواطن لا عليه، ولكم الخيار أن تستمروا على نهجهم المخجل أو أن تمحو كلمة “عازة” من ذاكرة المواطنين.
إن دوركم في المجلس ومهماتكم قد تزيد تعقيداً عن السابق بسبب الأوضاع والضغوطات السياسية من الداخل والخارج، رغم ذلك حظوظكم تعد أوفر بكثير ممن سبقكم فبإمكانكم الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، والأخذ بكل ما من شأنه أن يعيد التوازن والقوة والثقة بالمجلس لاستعادة الحلقة المفقودة بين النائب والمواطن من جديد، فاتساع الفجوة لها عواقب تخلق بعدا وكراهية تصعب مع الوقت معالجتها، وتؤثر سلباً على العملية الإصلاحية خصوصاً بعد عقدة الفشل التي أصابتنا من أداء المجلس السابق. لقد بدأنا الضحك على أبطال البرلمان القادم مبكراً، وقبل إسدال الستار، بسبب مواقف المترشحين المضحكة وتصرفاتهم الغريبة وتجاوزاتهم التي تضاربت مع شروط الترشح، مما أثار الجدل وبشكل واسع بين الناس عبر وسائل التواصل والصحف، فقد كانت قصصا اختلطت معها المشاعر بين ابتسامة وحسرة وخوف من القادم، إلا أن الأهم أن ندرك أن الوقت لم يداهمنا وبإمكاننا تغيير الواقع وإصلاح الثغرات والأخطاء من خلال حسن الاختيار فلا يزال لدينا متسع من الوقت، ولنحذر حتى لا نُخدع وتجرفنا أكاذيبهم لنخبط في عرض الحائط، فمن لا يلتزم وهو في أول الطريق بالقانون والضوابط ويسعى للتكسب وتحسين وضعه المعيشي على حساب المواطن، ويتجرأ أن يقدم على خطوة مصيرية مهمة وهو لا يتقن القراءة وآخر عليه قضايا لا تحصى أو يخالف شرع الله بتقديم الرشاوى لا يلزمنا ولن يكون أهلاً للثقة. بإمكاننا الارتقاء بهذا المجلس، لن نطالب بالكمال ولكن لنطمح إليه مؤديا كل منا حقوقه وواجباته، وإحباط مساعي جماعات التأزيم الهادفة لتشويه مفاهيم الديمقراطية وتعكير الأجواء الصحية لسير الحياة الطبيعية التي تمنح البلاد قيمة واستقرارا يعرقل من مسارهم وتوجهاتهم، علينا اليوم العمل على رفع اسم البحرين والخوض في “معركة إثبات الوجود” ليرى العالم حجمنا الحقيقي بدون فبركات وتعتيم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية