العدد 2199
الأربعاء 22 أكتوبر 2014
banner
الانتخابات تكشف ديمقراطيتنا و”ديمخراطيتهم”! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الأربعاء 22 أكتوبر 2014

لا تخلو تجمعات وخطابات القادة المحرضين ممن يدعون بأنهم معارضة من كلمة ديمقراطية، وحرية تعبير، وأحرار، بالإضافة إلى اتهامات توجه للنظام على أنه ظالم، ومن جهة أخرى يحاربون بشتى الطرق من ينحرف عن مسارهم ويعصي أوامرهم.
قبل أيام أعلن “علي سلمان” عن فصل أي عضو في جمعية الوفاق يخالف قراراتها من خلال المشاركة في الانتخابات مؤكداً أنه لن يتهاون، قرار لا يمت للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير بصلة، قرار ظالم مفروض يحرم أتباعه من ممارسة أبسط حقوقهم، ومن نتائجه موقف الوفاقي “ميرزا أحمد” الذي قدم أوراق ترشيحه للانتخابات وبعد 24 ساعة يعود ليسحب أوراقه ويعلن انسحابه، مبرراً موقفه أن امتناعه عن الترشح جاء خوفاً على عائلته بسبب الضغوط التي يمارسها علي سلمان وجماعته، فمن يعلن مشاركته يعامل معاملة الخائن لعصيانه أوامرهم، رغم أن هذا التصرف يعد مخالفا للقانون والدستور ومن حق أي عضو أن يشارك في الحياة السياسية، ولا يحق لعلي سلمان أو غيره أن يهدد أو يحرم أي عضو من عضويته بسبب ترشحه في الانتخابات.
ويليه ما حدث للمرشح “مجيد العصفور” بعد الإعلان الرسمي عن مشاركته، يقوم صباحاً ليجد سيارتيه محترقتين على يد العصابات استنكاراً واعتراضاً على دخوله البرلمان!
ومنهم من استخدم الكذب وتلفيق التهم والادعاءات وحاول التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية عندما صرح بشراء مترشحين في دوائر معينة، وذلك بدافع التأثير على الشارع وتحريضه على المقاطعة، لكنه فشل وانكشفت أكاذيبه وعجز عن تقديم الأدلة ليحال إلى النيابة.
ها نحن يا من تدعون أننا مستعبدون نتمتع بكامل الحرية والإرادة، ونحن من يقرر المشاركة أو لا ممارسين حقوقنا وفق أطر دستورية واضحة، تحترم رغباتنا وميولنا وبكل أريحية، فلم نتلق الأوامر، أو التهديد، ولم تحرق بيوتنا وسياراتنا!
هذا هو المعنى الحقيقي للديمقراطية والحرية التي لا تتلون وتتشكل لتكون حرية زائفة محكومة جبرية بعيدة عن إرادة الشعب وتصب في قالب الرغبات لتزرع مع الوقت الشعور بالقهر والظلم.
ديمخراطيتهم تسير على الطريقة الإيرانية الظالمة التي ترسم حرية شعبها وتحدد لهم وجهتهم وأهدافهم وقراراتهم باسم المصلحة العامة والدين.
نجدهم أول المطالبين بها وفي الحقيقة هي إرادة دخيلة مستوردة شاذة على مجتمعنا لم تنسجم مع سياسة الدولة والشعب، فكلما زاد النظام حرية وديمقراطية تشعر أن حرياتها تسلب وتضعف سيادتها، لذا لن تكون مطلقاً مُعينة ومساندة لتقدمه، بل متحدية ومناقضة حفاظاً على مكانتها التي يسعى قادتها لتحقيقها.
علينا اليوم جميعاً إنقاذ الأسرى الذين قست عليهم ظروفهم ليجبروا على العيش مكبلين مقيدين ومسلوبي الإرادة بسبب قادة محرضين، أرهبوهم وأسروا فكرهم وتحركاتهم بدون ضمير فاقدين لمفاهيم الإنسانية والحرية.
لنحتويهم ونعينهم ونمد أيدينا لهم ونفتح لهم القفص ليفروا ويستمتعوا بحريتهم واستقرارهم، وأن تتم محاسبة كل محرض يسعى للنيل من حريات الآخرين في سبيل تحقيق مآربه، وإحباط مساعيهم الهادفة لعرقلة المسيرة الإصلاحية والعملية الانتخابية، وعدم التهاون معهم لتوفير أجواء ملائمة للعطاء تكفل حقوق الجميع وبالقانون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية