العدد 2162
الإثنين 15 سبتمبر 2014
banner
“واي.. يمه”.. في حمام السيدات! فؤاد الهاشم
فؤاد الهاشم
علامة تعجب!
الإثنين 15 سبتمبر 2014

هناك إشارات مرور دولية متعارف عليها في كل أنحاء العالم لأنها - في الأصل -محلية وتستخدم في أرجاء الكرة الأرضية كافة، ويستطيع السائق الإيطالي أن يعرف إشارة “ممنوع الوقوف” وهو يقود سيارته في العاصمة الصينية دون أن يحتاج إلى معرفة اللغة الصينية، وكذلك الأمر بالنسبة “للإشارات” داخل مطارات العالم، فاللوحة التي عليها رسم طائرة مائلة إلى الأسفل تعني مدخل “الهبوط واستقبال الركاب”، ورسم الطائرة التي “بوزها” إلى الأعلى تعني مدخل الإقلاع للمغادرين.. وهكذا! حتى الحمامات - ودورات المياه- في كل أنحاء العالم لديها شعار متعارف عليه يفهمه الياباني والعربي والأوروبي والتركي والإيراني والهندي، منها صورة “رأس سيدة” وتعني حمام السيدات، وصورة رأس رجل “وتعني حمام الرجال”، وأحيانا تشاهد رسم “تنورة” وتعني أنه للنساء، والأخرى صورة “بنطلون” فتعرف أنه للرجال، أو يتم كتابة الكلمة بالإنجليزية - لأنها الأكثر شيوعا في العالم العربي - وهي “ليدز” و“جنتلز”.. وهكذا!!
 كنت في ألمانيا لمرافقة الوالدة العزيزة - أطال الله في عمرها - خلال رحلة علاج في الصيف الماضي، وبينما كنت “أسوح” في الضواحي القريبة من المستشفى وصلت إلى قرية صغيرة بها مطاعم ومحلات فشعرت بالجوع وقررت الجلوس على أحد تلك الطاولات الموضوعة على الرصيف للراحة، أولا من المشي، ثم لتناول شطيرة سريعة مع مشروبات دافئة تساعد الجسم على تحمل برودة الطقس!
 بعد ساعة، أردت التوجه إلى دورة المياه - داخل المطعم - لأجدها في نهاية الردهة،وحين اقتربت منها تجمدت في مكاني وكأن أحدا ألقى على رأسي “سطلا من الماء المثلج”!! كان هناك بابان، على الباب الأول وضع حرف “D” أو “د”، وعلى الثاني كتب حرف “H” أو “هـ”، فأخذت أسأل نفسي.. “وين الرياييل ووين الحريم”؟ لا أعرف اللغة الألمانية، وبالتالي فإن الحروف المكتوبة هي بداية كلمة الرجل وكلمة المرأة بالألمانية وأنا كويتي “محصور” فماذا أفعل؟!
قررت الانتظار لخمس دقائق، فلربما خرجت سيدة من باب لأدخل في الثاني، أو يخرج رجل لأدخل من حيث خرج، لكن.. مرت الدقائق سريعا ولم يخرج أحد، فقررت - الاتكال على الله - واقتحام أحد البابين و.. “اللي يصير..يصير”!
ما إن دخلت حتى فتح باب أحد المراحيض وخرجت منه.. امرأة ترفع تنورتها إلى أعلى صدرها، فصرخت - بالألماني - بما معناه “واي يمه.. شنو هذا” وصرخت أنا في وجهها - بما معناه بالكويتي “رحنا وطي”! المهم، خرجت المرأة غاضبة وغادرت أنا حمام النساء.. سعيدا ومرتاحا!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .