العدد 2550
الخميس 08 أكتوبر 2015
banner
بحرينيون... تحدوا الصعاب هدى هزيم
هدى هزيم
الناس
الخميس 08 أكتوبر 2015



بهرتني قصة كفاح ونجاح ثلاثة من الشباب البحريني يعملون بقطاع الضيافة نشرتها الزميلة “أخبار الخليج”. شاب وشابتان استطاعوا كسر الحاجز النفسي، واجتياز التحديات وتصحيح النظرة الخاطئة تجاه العمل بهذا القطاع الواعد والحيوي.
بدأ “ابراهيم العلوي” بوظيفة “منظف في المطبخ”، واستطاع بصبره والتزامه العمل وبدعم من مسؤوله البحريني، ورئيس المجلس النوعي للتدريب ان يطور نفسه بالدراسة في الخارج ويتدرج في الوظيفة الى ان وصل الى مدير مطعم بفندق كبير.
أما “سعاد الدوسري” فواجهت رفض العائلة والنظرة السلبية للمجتمع بصبر ومثابرة، واستطاعت الحصول على شهادة جامعية بدعم من المجلس النوعي للتدريب، ومن خلال برامج تدريبية مكثفة طورت مهاراتها الوظيفية وتولت مسؤولية قسم الحسابات بأحد الفنادق. وأكدت ان العمل بقطاع السياحة والضيافة مميز، والبحريني أولى وأفضل من الأجنبي.
بينما “لولوة صويلح” اجتازت تحديات ضعف الراتب وساعات العمل الطويلة ومعارضة الأهل بصبر وتفاؤل، حيث تدرجت في اكتساب الخبرة العملية والتخصص من خلال دورات مكثفة بالخارج بدعم من المجلس النوعي للتدريب ونالت الدبلوما في فنون الطهي، لتشغل وظيفة طاهية في أرقى فنادق البحرين.
لولوة وسعاد وإبراهيم استطاعوا أن يصححوا نظرة المجتمع المغلوطة حيال العمل بمجال الضيافة، ونصحوا الشباب بالصبر على قلة الراتب في البداية وساعات العمل المطولة، لأن الفرص أمامهم واعدة لتولي المناصب القيادية، وذلك بالإرادة والعزيمة وبدعم من الدولة من خلال فرص التدريب والدراسة التي يوفرها المجلس النوعي للتدريب لقطاع الضيافة و”تمكين” ووزارة العمل.
جميعهم اتفقوا على ان المبادرة لابد ان تأتي من الشاب نفسه، وبقناعة وإصرار منه على العمل والنجاح، وأكدوا ان العمل بقطاع الضيافة متنوع وممتع ويشمل مجال المحاسبة والمبيعات والتسويق والعلاقات العامة وغيرها ولا يقتصر فقط على المأكولات والمشروبات.
وفي اتصال هاتفي أجريته مع مجموعة من الشباب حديثي التخرج أكدوا لي ان ضعف الراتب عامل طارد ومؤثر، وناشدوا بتحسين الرواتب وتقديم ميزات أفضل للبحريني العامل بقطاع الضيافة. وهنا بدورنا نطالب بوضع سياسة قوية وقصيرة المدى لجذب 4 آلاف بحريني لشغل الوظائف الشاغرة حالياً، حيث يشكل العاملون الأجانب بهذا القطاع 70 %. أليس هذا أمراً ضروريا ومطلباً مُلحاً؟! خصوصا في ظل الأوضاع الحالية وشح الوظائف الحكومية، والحاجة الماسة لتشجيع الشباب للعمل بقطاعي الأعمال والضيافة والانفتاح على الأعمال الحرة.
لولوه صويلح مثلاً رغم وصولها لوظيفة ترضي طموحها، لديها فرصة عمل مشروع خاص، كإدارة مطعم أو عمل مشروع منزلي، ولله الحمد لدينا جهات داعمة ونماذج مشرفة استطاعت ان تبني لها موضعا واسما مميزا في سوق الأعمال الحرة.
أرى ان الفرص متوفرة لازدهار قطاع السياحة والضيافة، لكن توجد عوائق قوية بالإمكان تخطيها بخطوات بسيطة من المسؤولين، على سبيل المثال لا الحصر أن تتبنى “وزارة التجارة والصناعة والسياحة” تلك السياسة والتوجه نحو مخاطبة وجذب الشباب لشغل الوظائف المتوفرة، كما نقترح عمل فيلم وثائقي يستعرض قصص كفاح “لولوة وسعاد وإبراهيم” وآخرين لإقناع العاطلين عن العمل وجذب خريجي الثانوية للعمل بقطاع السياحة. كتبنا مراراً عن أهمية تنظيم محاضرات توعوية وورش عمل لطلبة الثانوية العامة بحضور نماذج وطنية ناجحة في قطاعات عمل يحتاجها السوق كالتمريض والسياحة وغيرها. نحتاج بشدة الى إقناع وجذب الطلبة للاتجاه نحوه تلك الأعمال لتنمية اقتصادنا وإحلال البحرينيين مكان الأجانب.
أرجو ان تلقى رسالتي آذاناً صاغية من الجهات المختصة، فقد آن الأوان لتغيير اتجاهات الخريجيين. وهذه مسؤولية فائقة تمليها الظروف، فلم يعد الوقت مسعفاً كالسابق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية