العدد 2377
السبت 18 أبريل 2015
banner
هروب الخدم... مشكلة دون حل هدى هزيم
هدى هزيم
الناس
السبت 18 أبريل 2015

مشكلة هروب الخدم في تصاعد، ووصل عدد الهاربات إلى (563) منذ سبتمبر 2014 إلى فبراير 2015. أي هناك حالتا هروب يومياً، وتلك مأساة تعيشها الأسر البحرينية.
إلى الآن لا يبدو في الأفق أي تحرك إجرائي وقانوني من قبل الجهات المختصة لردع الخدم وإلزامهم بالانضباط واحترام قوانين الدولة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
المسألة بحاجة الى قانون رادع يضع الخادمة الهاربة أمام مساءلة وإجراءات قانونية وخسائر مادية وعقوبات تتحملها نتيجة تصرفها الطائش، ولابد أن تتحمل السفارات جزءا من تلك المسؤولية بمنع الخادمة الهاربة من العودة للعمل بتاتاً وإن كان بتأشيرة أخرى، لا شيء أقوى وأنفع من القانون لردع المخالفين والمستهترين بمصالح الناس العامة.
المواطن البحريني يعاني من غلاء المعيشة “ويادوب” الراتب يكفي مصاريف الأسرة واحتياجاتها، ومع ذلك يضطر لتحمل تكاليف استقدام خادمة جديدة في حال الهروب دون أدنى تعويض من صاحب المكتب أو قانون يضع حداً لتلاعب الخدم وهروبهم المتكرر. فماذا يفعل المواطن؟ الوضع أصبح ظاهرة ومعظم الخدم يأتون ومعهم خطة الهرب والتوجه الى سماسرة الاتجار بالبشر. فمن يعوض رب الأسرة، الصحافة طرحت المشكلة أكثر من مرة، وطالبت السلطات التنفيذية والقانونية بوضع الحلول الرادعة والمنظمة لحقوق وواجبات جميع الأطراف، ولكن الأمور تسير ببطء شديد والمتضرر رب الأسرة.
ورغم التصريحات الأخيرة للمسؤولين حول تعاون الجهات المعنية ووضع اجراءات قانونية لضبط هروب العمال والخدم وحصر العمالة السائبة، الا ان القضية وآثارها المدمرة على الاقتصاد والمجتمع مازالت قائمة، نحتاج الى تكاتف وتضافر جهود الجهات المعنية والإسراع من وتيرة التحرك والتنسيق بين الجهات لمنع هروب الخدم والتخلص من أكبر عدد من العمالة السائبة والهاربة.
سنوات والقضية تتأرجح بين لجان تحقيق برلمانية وتصريحات لامعة للمسؤولين وجهود مبعثرة، كل ذلك أدى الى تفاقم المشكلة دون أية حلول ملموسة، والواقع كما هو دون أي تقدم.

أطعم المحتاج
أعجبني مشروع خيري تقوم به مجموعة من المتطوعين، عبارة عن وضع ثلاجات في مواقع البناء والأعمال الشاقة في البحرين، لتزويد العمال بالطعام والشراب أثناء ساعات العمل الطويلة والشاقة خصوصاً في موسم الصيف.
الى الآن تم تدشين (17) ثلاجة في مختلف مناطق البحرين، وفكرة المشروع مستوحاة من دول الخليج المجاورة، المشروع الخيري يقدم خدمة إنسانية بأسلوب متحضر، ولعمال في امس الحاجة لسد رمقهم وجوعهم.
اتمنى ان يغطي المشروع مواقع العمل، ونأمل من القائمين عليه تغيير مواقع الثلاجات فور انتهاء العمل بالموقع ونقلها الى موقع عمل آخر، حتى تصل الصدقة الى مستحقيها وفي الوقت المناسب.
وأدعو المتطوعين لتعريف مشروعهم في مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب أكبر عدد من المتبرعين. كل الشكر والتقدير لجهودهم الإنسانية، ونتطلع الى مشاريع خيرية تطوعية مماثلة يبادر بها شبابنا بدعم وتشجيع من المدارس والجامعات والأهالي. مجتمعنا بحاجة ماسة الى نشر ثقافة الأعمال الخيرية والتطوعية بين فئة الشباب وطلبة المدارس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية