وصلتني رسائل عديدة من أولياء أمور أطفال مرضى بالسرطان، نقلوا لي معاناتهم ومشاعرهم المريرة مع فلذات أكبادهم، رحلة مؤلمة وقاسية يعيشها طفل السرطان مع ذويه من لحظة اكتشاف المرض وحتى مراحله الأخيرة، خصوصا المنتهية بالموت لا الشفاء.
نسأل الله العافية، فالابتلاء بالمرض من سنن الله في الحياة، هؤلاء المرضى اختارهم الله لحكمه ورحمة لا يعلمها إلا هو، محنتهم صعبة وتحتاج إلى قدر كبير من الإيمان بالله والصبر على قضائه. المريض وذووه يمرون بمراحل حرجة خلال فترة الجراحة والعلاج الكيماوي أو بالأشعة، وتتضاعف المعاناة وتشتد وطأتها وتكون أكثر ألماً وقسوة مع المرضى الأطفال. تلك المعاناة لا يشعر بمرارتها إلا من عاش التجربة أو كان قريباً منها.
اليوم أود أن أرفع مناشدة أولياء أمور المرضى إلى وزيرة التنمية الاجتماعية، وكلي أمل أن تأخذها بعين الاعتبار والاهتمام، وتصدر فيها قرارات عاجلة، تلبي احتياجات المرضى وتقلل من معاناة ذويهم. فحالتهم وأوضاعهم الصحية والنفسية لا تحتمل التأخير والمماطلة، وتتطلب الاستجابة الفورية.
يأمل ذوو المرضى توفير مخصص مالي شهري للمرضى كما هو حاصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأن الطفل المصاب يحتاج إلى رعاية خاصة ورقابة طبية وعائلية على مدار الساعة، كما أن أدوية السرطان باهظة الثمن. والمخصص المالي لا يتعدى (100) دينار، يسهم ولو بقدر بسيط في تخفيف العبء المادي ومساعدتهم على قضاء حوائج الطفل المتعددة ولوازمه الطبية. كما يرجو أولياء الأمور منحهم ساعتين رعاية من وقت العمل، كما هو معمول به مع أولياء أمور الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
التعاطف والتآزر مع المرضى وتقديم الدعم المالي والنفسي، من قبل الجهات الحكومية والأهلية، واجب إنساني وعلى الجميع التكاتف والسعي لمؤازرتهم بكل ما يملك من إمكانات، فهّم في أمس الحاجة لمد يد العون واللمسة الحانية.
أولياء أمور المرضى أشادوا بتجربتهم مع وزارة التربية والتعليم، وسرعة الاستجابة لمطالبهم المنشورة عبر حملة في التويتر، تحت عنوان “ردوا لنا كرسينا” والتي طالبت المسؤولين بالتعاون مع المرضى ومساعدتهم لتقديم الامتحانات في المنزل أو بعد العودة من رحلة العلاج بالخارج حتى لا يخسر الطفل عاماً من عمره الدراسي بسبب تغيبه عن الامتحانات.
المسؤولون بالتربية، اجتمعوا مع ذوي المرضى واستمعوا بكل اهتمام وحرص واستجابوا بشكل فوري لجميع مطالبهم الخاصة بتقديم الامتحانات والحصول على البعثات الدراسية وإعفائهم من بعض المواد الدراسية.
وهنا نناشد جميع الوزارات الخدمية ذات العلاقة باحتياجات هذه الفئة من المرضى، بالمبادرة والتعاون مع أهالي المرضى، ووضع احتياجاتهم ضمن أولويات الخدمات المقدمة للمواطنين. كما ندعو أعضاء مجلسي الشورى والنواب بتبني مطالب المرضى، فبعض الخدمات يمكن تقديمها من خلال تسهيلات وإجراءات بسيطة على مستوى الوزارة, لكن البعض منها يحتاج إلى تعديلات أو إضافات تشريعية من شأنها ضمان حق المريض في الحصول على الرعاية والخدمة بما يتناسب مع احتياجاته الخاصة.
نتطلع إلى استجابة سريعة وإنسانية من وزارة التنمية الاجتماعية، والملف موجود في أيدي المسؤولين بالوزارة، وبحاجة إلى دعم ومبادرة سريعة من الوزيرة الجديدة. نأمل تحقيق ذلك خلال الأيام المقبلة.