العدد 2233
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
banner
صفعة قوية هدى هزيم
هدى هزيم
الناس
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014



نجاح العرس الانتخابي، خيب آمال المتآمرين على البحرين، وفاجأهم بصفعة قوية لم يتوقعوها، ولم يحسبوا حسابها، فكبوا على وجوههم خزيا وعارا، وامتلأت صناديق الاقتراع رداً على دعوات تصفيرها، تلك خيانة الوطن بعينها، مشكلتهم العصّية أنهم لا يرون ولا يسمعون الا أنفسهم.
الغالبية العظمى شاركت بنسبة بلغت 51.5 %، وأصوات المقاطعة لم تتعد 16 %، لأن نسبة المشاركة عام 2010 كانت 67 % بمشاركة المعارضة، ذاك هو حجمهم، فالأرقام لا تكذب. هكذا تتوالى الأحداث والمواقف منذ 2011، لتثبت للعالم أجمع أكذوبة الوفاق الكبرى “بأنهم الأغلبية”.
السبت الماضي اجتمع الشعب على هدف واحد، وهو إنجاح الانتخابات من أجل الوطن، فاحتشد الشعب بأجمعه كبارا وشبابا ومرضى ومسنين ومعاقين. مصورين أجمل مشهد ديمقراطي وملحمة وطنية لن ينساها التاريخ. هؤلاء شعب البحرين الأبي وهم “الأغلبية”.
أثبت المواطن البحريني وعيه السياسي، وإدراكه لحجم المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد وطنه. الوحدة الوطنية كانت فوق كل الاعتبارات، نعم أدرك الشعب البحريني بكل أطيافه وعوائله، أن الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة هو السبيل الوحيد لإنقاذ البحرين من الوقوع في منزلق خطير وهو تفتيت الدولة وإشعال الحروب بين أهلها، كما فعلوا في العراق وسوريا.
التف الجميع بإرادته سنّة وشيعة حول القيادة وعيونهم على البحرين، واتجه كثير من إخواننا الشيعة الى صناديق الاقتراع العامة، خوفا على أرواحهم من التصويت في المراكز الفرعية بعد تلقيهم تهديدات بالحرق والموت في حال المشاركة. اتجهوا للصناديق العامة بكل شجاعة ملبين نداء الوطن. غير مكترثين لدعاوى الإرهاب والفتاوى الدينية المضللة، ولا نقول سوى الحمد لله الذي سلم البحرين وحفظ أهلها، ولولا فضله وحكمة قيادتنا، لأصبحنا مثل العراق وسوريا منذ 2011.
الإجماع الوطني على التصويت أبهر العالم، في الداخل والخارج، ووصفه السفير البريطاني بالقول “الإقبال كان منقطع النظير”، والانتخابات اتسمت بالشفافية والنزاهة، مشيداً بالتنظيم والإشراف، واصفا من يدعو للمقاطعة بالمجنون.
ووصف نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الأوروبي الحراك الانتخابي بالمذهل، وأن البحرين قدمت نموذجاً ديمقراطياً فريداً في الشرق الأوسط، تلك الشهادات الأجنبية نهديها للخونة الذين تآمروا ومازالوا يتآمرون مع دول ومنظمات من الخارج ضد وطنهم. في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
وأود أن أشير الى ملاحظة وأتمنى تفاديها مستقبلاً، وهي تخصيص يوم واحد فقط، لتصويت البحرينيين في الخارج، فقد اشتكى الكثيرون من صعوبة ذلك، لارتباطهم بالدراسة أو العلاج، وبعد مقر السفارات البحرينية، وكان الأولى توفير فرصة أفضل وأسرع للتصويت عبر موقع الحكومة الإلكترونية.
وأخيرا لا يسعني الا أن أرفع تحية إجلال وتقدير لجميع رجال الأمن على جهودهم الجبارة في تأمين سلامة الناخبين والمنظمين، وتوفير حافلات لنقل الناخبين وتوفير تطبيقات على الأجهزة الذكية لتسهيل حركة الناخبين في الطرق وتأمين سهولة وسرعة وصولهم لمراكز الاقتراع. كنتم خير مثال للبحريني بسمو اخلاقكم وتعاملكم الراقي. رسمتم صورة مشرفة ووقفة وطنية رائعة كما عهدناكم دائما.
الحمد لله نجح العرس الانتخابي، وخرج الشعب بشبابه وشيوخه ليمارس حقه الدستوري. وسُجل يوم السبت 22 نوفمبر 2014 في تاريخ البحرين الخالد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية