العدد 2818
السبت 02 يوليو 2016
banner
التاريخ لن يعيد نفسه شفيقة الشمري
شفيقة الشمري
بلا رتوش
السبت 02 يوليو 2016



كثيرة هي العبارات المتوارثة التي اثبتت الأيام والتجارب عدم منطقيتها ولعل من اهم تلك العبارات التي تناقلتها الأجيال عبارة “التاريخ يعيد نفسه” وهي عبارة مختلف على أصلها كما هو الاختلاف على منطقيتها، فهناك من ينسبها الى المؤرخ اليوناني ثوسيد يديس ولدينا في الموروث العربي عبارة “ما أشبه الليلة بالبارحة” وهي تقترب من الفكرة وتشترك بعدم منطقيتها كما انه لا يجب ان ننسى ابيات ابي العلاء المعري:
من ساءه سبب او هاله عجب... فلي ثمانون عاما لا ارى عجبا
الدهر كالدهر والايام واحدة... والناس كالناس والدنيا لمن غلبا.
وبعيدا عن احاديث التاريخ الذي لن ولن ولن يعيد نفسه لأسباب كثيرة أبرزها ان لكل زمان معطياته ومنطلقاته وظروفه، سأتكلم هنا عن الوضع في البحرين، هناك من يتمترس بالبسطاء والمغرر بهم حتى يفلت من قبضة القانون وهنا اقول له لن تفلت لأن التاريخ لن يعيد نفسه الى فبراير ٢٠١١، وهناك من يحرك علينا الإعلام الدولي والمدعوم إيرانيا ويتحفنا بوصلات من الردح الفارسي والغربي على مدار الساعة وهنا اقول له التاريخ لن يعيد نفسه وما عاد الإعلام يؤثر فينا لأنه يؤثر للمرة الاولى وبعدها يتناقص التأثير حتي يتلاشى وسط ارادة الشعب الذي يريد العيش بسلام مثل باقي شعوب الخليج العربي بلا مظاهرات ولا مولوتوف ولا تفجيرات ولا عنتريات ولا صراخ ولا شعارات مستوردة، وهناك من يعتقد ان الدولة كانت عاجزة عن تنفيذ القانون وهذا خطأ ايضا فالقانون لم يعطل ولم يتوقف ولم يتجمد ولكن الدول التي فيها مؤسسات يأخذ القانون فيها وقته لإصدار الاحكام بعد البحث والتحري والتمحيص والتدقيق، وهناك من استمات وكتب مئات المقالات الصفراء حتي ينفي علاقة ايران بالانقلاب المشؤوم في فبراير ٢٠١١ لكن تصريح الإرهابي سليماني وباقي عصابة الارهابيين في العراق وسوريا ولبنان فضح المخطط وانتصرت البحرين، لا نحتاج اليوم الى ان نثبت للعالم ان ما كان يحذر منه شعب الفاتح العظيم هو الحقيقة وأن كل ما هو دون ذلك وهم وكذب وتزييف، عندما كنا نقول إن عيسى قاسم محرك للإرهاب وإن علاقاته بإيران مشبوهة كان اصحاب الكلمات الصفراء يتهموننا بأننا طائفيون رغم انها كانت مخاوف كل الوطنيين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم، لقد تبرع الايرانيون بإثبات كلامنا من خلال التصريحات والعنتريات التي لم تتوقف منذ تطبيق القانون على من يحاول ان يشق المجتمع، كما ان تجمع الدراز لن يكون تجمع اللؤلؤة فالظروف اختلفت والمعطيات اختلفت والقانون فوق الجميع، هذا هو واقع الحال وهذا هو الفرق بين سياسة دولة وسياسة العصابة، الدولة تمنح الفرص وتخضع القرارات للمراجعة والتقييم لانها في حالة بناء، أما العصابة فهي لا تبني، فقط تهدم وتحرق لهذا تجدها تعيد نفس الأساليب بدون ان تنتبه بأن الزمن تغير والتاريخ لن يعيد نفسه، كل ما قاله الأمير الوالد خليفة بن سلمان حفظه الله لنا بعد الانقلاب الفاشل تحقق بكل تفاصيله، اذكر من تصريحات سموه التي يحفظها الشرفاء عن ظهر قلب تصريح (اننا عاقدون العزم على اتخاذ كل القرارات الحازمة التي تكفل إرجاع الثقة بين المواطنين، وتطهير النفوس من الضغينة التي زرعت في قلوبهم بسبب هذه الأحداث والبحرين بخير  والأمور بدأت ترجع الى سابق عهدها، ولكن لا يمكن نسيان ما مر علينا من واقع مرير، لذا لن نقول “عفا الله عما سلف” لأنه لم يكن هناك أي داع لأن تصل البلاد الى ما وصلت إليه وجلالة الملك عقد العزم واتخذ فعلا القرار الحازم لحماية أمن الوطن والشعب، وعلينا أن نعقد العزم للعودة أقوى مما كنا عليه، وبذل الجهود لاستعادة الثقة بين الناس، وإخلاء النفوس من الحسد والبغضاء والتفرقة التي زرعت في القلوب، ومن يشكك في وحدة الصف على مستوى القيادة أو الشعب فرهانه خاسر، ولا توجد ثغرة يمكن أن يدخل منها المتربصون ، ولن نرضى بأية محاولة لشق الصف وسنحبطها بتكاتفنا”. وهذا ما حدث لأن التاريخ لن ولن ولن يعيد نفسه ولن نسمح لخفافيش الظلام بأن تحلق في ليل البحرين الجميل فبلدنا وأمنه مسؤولية الجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .