العدد 2674
الثلاثاء 09 فبراير 2016
banner
عصـر مـا بعـد النفــط والتجــربــة الســويـــديـــة شفيقة الشمري
شفيقة الشمري
بلا رتوش
الثلاثاء 09 فبراير 2016

لا أعتقد أنه كان يخطر على بال حتى أكثر المتشائمين بأن أسعار النفط ستهبط من 120 دولاراً إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل في غضون أقل من عام ونصف، وهذا الهبوط الدراماتيكي الذي وصل إلى ذروته احدث صدمة جديدة في سلسلة الصدمات، التي تتعرض لها الدول المصدرة للنفط جراء انخفاض الأسعار، كما ان الحلول الممكنة لا تحتاج الى خبراء اقتصاد اكثر من حاجتها الى مفكرين شجعان يمكنهم ان يصرخوا بصوت مرتفع جدا وجدتها!
ببساطة المشكلة قد تكون صغيرة ولكن لا يمكن حلها فتصبح أزمة، وقد تولد مشكلة كبيرة ولكن من الممكن التغلب عليها من خلال جهد معقول، أما إذا تعقدت الأمور أو وصلت إلى طريق مسدود حينها يجب ان لا نخفي اننا بصدد أزمة تحتاج الى حل، والأزمة بهذا المعنى هي عبارة عن مشكلة معقدة يبدو ان حلها أمر شبه مستحيل بالطرق التقليدية، لكن ربما يكون حلها بالتفكير بطرق مبتكرة ممكنا ويسيرا، من هنا دعونا نفكر جميعا في جواب لسؤال محوري ومهم وعاجل مفاده هل البحرين تعيش ازمة اقتصادية؟
كما يبدو لنا بأننا فعلا نعيش ازمة اقتصادية لا تختلف عن ما يعانيه جيراننا، سواء البلدان المستقرة سياسيا واقتصاديا او تلك التي لم يتبق منها شيء يشير الى كونها دول قائمة، ويبدو ايضا ان القطاع الاقتصادي بالبحرين مازال يعاني من تبعات الأزمات الاقتصادية المتكررة وانخفاض اسعار النفط الصاعق وكما يعلم الجميع فإن البحرين لا تمتلك ثروة نفطية كبيرة كجيرانها، وهنا لابد من ان تعلن الحكومة بشكل واضح وشجاع بأنه آن الأوان للانتقال إلى مرحلة ما بعد عصر النفط، نعم هكذا وبكل بساطة، وانطلاقا من واقع التطور العلمي والمعرفي لشعب البحرين اعتقد بأننا قادرون على اعلان هذه الخطوة ولو تدريجيا من خلال دعم انتاج المنتجات غير النفطية لتتفوق على نظيرتها النفطية، لأن بقاءنا اسرى لمصدر واحد فقط من مصادر الدخل والثروة مغامرة مجهولة التبعات والنتائج في ظل التقلبات المجنونة للنفط ودخول اسعار الطاقة ضمن لعبة التجاذبات السياسية العالمية واللبيب بالاشارة يفهم.
تعتبر إدارة الأزمات فنا صعبا، فعندما يحدث ما لا نتوقعه، نتساءل كيف نواجه الموقف والأحداث التي لم نخطط لها، ويمكن القول إنه لا يمكن اختبار أية إدارة اختبارا جيدا إلا في مواقف الأزمات، ويعتبر الإنسان أهم مورد في المنظمات او المنشآت لذا نرى انه لا يوجد بديل لوجود أشخاص أكفاء لديهم خبرات عالية تمكنهم من التصرف بسرعة وجدارة، لإيجاد الحلول الجذرية لحل المشاكل الناجمة عن الأزمات.
كمواطنة بحرينية اثق بحكومة يقودها حكيم العرب سمو الأمير خليفة بن سلمان الذي كان دوما ملهما لنا لتحقيق قفزات وإنجازات وانتصارات.

التجربة السويدية
أعلنت السويد عزمها الانتقال كلياً من استخدام النفط إلى الطاقة البديلة، لتصبح بذلك الدولة الأولى في العالم التي تحقق هذا الهدف، ومن المتوقع أن تنتهي من هذا المشروع في حلول عام 2050 وقالت إنها ستزيد من دعم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة ووسائل النقل النظيفة وأعلنت السويد أنها ستستثمر 4.5 بليونات كرونا في تدابير حماية المناخ في العام المقبل، كخطوة نحو هذا الهدف، وسترفع استثمارها في قطاع الطاقة الشمسية 8 أضعاف بين عامي 2017 و2019، مع خطة لإنفاق نحو 1.4 بليون كرون واستمدت السويد ثلثي استخدامها للطاقة من المصادر المتجددة في العام الماضي، وفقاً لصحيفة بلومبيرغ، حيث تخطط استوكهولم لخفض الانبعاثات جذرياً بحلول عام 2020.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .