العدد 2513
الثلاثاء 01 سبتمبر 2015
banner
رحيل آخر عنقود الكرم شفيقة الشمري
شفيقة الشمري
بلا رتوش
الثلاثاء 01 سبتمبر 2015

برحيل الأميرة نوف بنت عبدالعزيز شقيقة الراحل الكبير ووالد الجميع الملك عبدالله بن عبدالعزيز يكبر غياب الكبار ويتسع، وينطفئ قنديل آخر من تلك القناديل النادرة التي سكنت وجداننا عقوداً بكرمها وعطائها وحنانها، تلك القناديل التي علقت في خيال كلّ واحد منا ألف فكرة تشع منها الأصالة والمبادئ والقيم النادرة. غياب الأميرة الحكيمة موجع ليس فقط لأننا افتقدنا فيها رائحة والدنا عبدالله بن عبدالعزيز فقط، لكن الوجع الذي يحفره عميقاً غيابها يأتي بالذات في هذا الزمن الذي تندر فيه السنديانات الشامخات العتاق، رحيل الأميرة نوف لن يكون رحيلا عاديا والفراغ الذي سيتركه رحيلها لن يمتلئ بسهولة، رغم انني اثق بالأجيال القادمة الا ان الشخصيات الاستثنائية تترك فراغا كبيرا، رحم الله والدتها فهدة بنت العاصي بن كليب بن شريم الشمري التي توفيت مبكرا عام 1943م، وكان كل أبنائها الملك عبدالله والأميرة نوف والأميرة صيتة رحمهم الله صغارا، أمير وأميرتان يربون بعضهم بعضا كما كانت تقول الأميرة صيتة رحمها الله، يشبهون بعضهم بشكل ملفت وكأنهم توائم عز وأصالة أخذوا عن بعضهم ملامح التربية الإنسانية البارزة والمتفردة في بيت (آل عبدالله) خادم الحرمين وحبيب المسلمين، الأشقاء الذين يتصدرون قمة هرم الشعبية المسؤولة، فالملكية عندها هي ببساطة خيمة الشعب التي يرفع عمادها الشعب بأمر الله عز وجل، والبساطة جواز مرورهم الملكي الى قلوب كل من يعرفهم أو يلتقي بهم أو حتى يسمع أخبارهم، في ذكرى رحيل الكبار تمتزج في الذاكرة صور تلك الوجوه الباسمة التي عودتنا أن تكون سببا من أسباب سعادتنا، من الطبيعي أن يأتي وقت يرحل فيه الكبار، تاركين خلفهم الكثير من الشجن في نفوس محبيهم، لكن حين ترحل الأميرة نوف بعد رحيل الأميرة صيتة والملك عبدالله فإننا نشعر بأننا نفقد الكثير من السعادة التي نحن بأمس الحاجة لها اليوم.
اللهم احفظ خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سلمان الحزم والعزم والحسم، وألهمه الصبر والسلوان على رحيل أحبابه المؤلم، اللهم انصره بنصرك يا عظيم يا جبار، وأتقدم بالتعازي لشبيه عبدالله بن عبدالعزيز الأمير متعب بن عبدالله، حفظك الله، وطيَّبَ الله ثراها بعفوه وفتحَ لها نوافذ جنته وعاملها بلطفه وكرمه وأنزلَ على قلبكَ الرضا والصبر وجبرَ مصابكَ الأليم، كما أتقدم بالتعازي القلبية الصادقة الى كل افراد آل سعود الكرام والشعب السعودي والخليجي بفقيدتنا الغالية وأخص بالتعزية الأميرة سحاب بنت عبدالله قرينة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة التي نراقب بفخر بصماتها الواضحة في تنمية المرأة الخليجية ونقول لها من الصعب ان نعوضك يا صاحبة السمو عن رحيل الكبار لكن كل نساء البحرين الأصيلات الوفيات يترحمن على فقيدتنا ويشاطرنك الحزن والأسى.

خاطرة
عبدالله، نوف، صيتة... رحيلكم كان استثنائيا كما كان عطاؤم، رحيلكم في وقت كنا في أمس الحاجة لوجوهكم الباسمة المستبشرة، لتقلل علينا قسوة الواقع حيث يحاصرنا العنف من اربع جهات، هذا العنف الذي لا يمكن أن نتجاوزه بدون الحنان الذي زرعه الله فيكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية