العدد 2512
الإثنين 31 أغسطس 2015
banner
معسكرات الإرهاب في كربلاء شفيقة الشمري
شفيقة الشمري
بلا رتوش
الإثنين 31 أغسطس 2015

منذ انتصار الثورة المشؤومة في إيران والمنطقة لم تعرف طعم الاستقرار رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها دول الخليج العربي في احتواء الشر القادم من عاصمة الملالي، فما إن وصل الخميني للسلطة عبر ثورة بنكهة الانقلاب أو بانقلاب يلبس ثوب الثورة، حتى شرع في تأسيس عدة أحزاب في الخارج من أجل توسيع نفوذه، تلك الأحزاب اختلفت أسماؤها واتفقت على أنها من رحم واحدة، حيث تم الشروع بتشكيل تنظيمات سرية لهذه الغاية كان من أبرزها ما يسمى بـ «منظمة العمل الإسلامي» التي أشرف على تأسيسها ودعمها الإرهابي محمد الشيرازي، وتشير دراسة لمركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية الى ان «منظمة العمل الإسلامي» نشطت تحت قيادة محمد تقي رهير بور الملقب بـ «محمد المدرسي» وأخيه هادي رهير بور الملقب بـ «هادي المدرسي»، وهما من مراجع الشيرازيين في مدينة كربلاء، ولم تقتصر اعمال المنظمة على العراق فحسب، بل امتدت أعمالها إلى البحرين والكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية أيضًا، حيث يؤكد الخبير في الشؤون الايرانية شموئيل بار، في دراسة له انه على مر السنين منذ الثورة الإيرانية تأسس عدد من المنظمات مثل الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، وحزب الله الحجاز، والجبهة الإسلامية لتحرير المملكة العربية السعودية، وغيرها العديد، والتي يمكن تصنيفها بأنها فروع من وزارة المخابرات الإيرانية أو الحرس الثوري، وفي البحرين عمل هادي المدرسي شقيق محمد تقي المدرسي على تكوين «الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين» ومقرّها طهران، وأصدرت بياناً تبيّن فيه أهدافها، وهي على النحو التالي: إسقاط الحكم الملكي الشرعي في البحرين وإقامة نظام شيعي يتبع نظام الخميني في إيران والانسحاب من مجلس التعاون الخليجي وربط البحرين بالجمهورية الإيرانية، وكانت الجبهة تُصدر من إيران عدداً من المجلات، ومنها «الشعب الثائر» و»الثورة الرسالة» وغيرها، وكان «الصندوق الاجتماعي» من قواعد ومنطلقات هذه الجبهة، ويعد هادي المدرسي، زعيم «الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين» المرشد والداعم الأول لأغلب العمليات الإرهابية التي وقعت في البحرين خلال العقدين الماضيين، وأدى دورا كبيرا في دعم الإرهاب لوجستيا وتنظيريا، وأشرف على عمليات التخطيط والترتيب لإحداث القلاقل في مملكة البحرين، والسيطرة على بعض المناطق والمرافق المهمّة، بقصد قلب نظام الحكم وإلحاق المملكة بايران، من خلال نظام موال لحكومة الولي الفقيه، وارتباطات المدرسي الوثيقة بالحرس الثوري، و»حزب الله» اللبناني والسفارات الإيرانية، مكنته من قيادة عملية التنسيق والتعاون بين الجماعات الموالية لإيران في السعودية واليمن والبحرين والكويت، ويذكر عادل اللباد في كتابه الموسوم بـ (الانقلاب: بيع الوهم على الذات) انتقال شباب من شيعة دول الخليج العربي إلى إيران عبر سوريا، وانضموا لمركز تدريب عسكري تابع لمحمد تقي المدرسي، لتلقي تدريب عسكري، على استعمال السلاح، وتصنيع المتفجرات، وتكتيكات الاقتحام، واستعمال قذائف «الآر بي جي»، وكذلك على فنون القتال كالكاراتيه والتايكواندو، ودراسة تاريخ المنظمات الثورية، مثل منظمة بادر ماينهوف، والألوية الحمراء، وعمليات كارلوس في عالم الاختطاف والقتل، ولشدة هذه التدريبات، فقد لقي بعضهم حتفه فيها، وكان موقع «ستراتفور» الأميركي قد نشر في 15 مارس 2011، تقريرا مطولا تحت عنوان «أنشطة إيران السرية في البحرين»، قدم فيه معلومات بخصوص دور ايران التخريبي في البحرين والمنطقة، وعن من يقول عنهم اتباع ايران في البحرين، ووفقا لمصادر ستراتفور يذكر التقرير ان محمد تقي المدرسي له علاقات عائلية وطيدة بمقربين من خامنئي، وأنه مسؤول عن توفير الإمدادات والدعم للانقلاب في فبراير 2011 من حيث اختيار أماكن الاحتجاج وتوزيع الأموال والمواد الغذائية وتجنيد الإرهابيين بالتنسيق الكامل مع الإيرانيين، وليس تعاونه مع «فيلق القدس» الا انعكاس لأهمية منطقة الخليج العربي في الحسابات الإيرانية وتحديدا مملكة البحرين، بوصفها من الساحات الكبرى لعمليات هذا الفيلق وأنشطة ايران التوسعية، حيث وردت معلومات عن علاقته بالقيادي في الحرس الثوري غلام شكوري، الذي ساعد على التخطيط لعمليات فيلق القدس في البحرين، وتستوقفنا هنا الكلمة الأسبوعية التي ألقاها محمد تقي المدرسي في 26/2/2015 حول دعوة الشعب العراقي للتأهب والاستعداد للقيام بانتفاضة شعبية ضد المؤامرات والخطط التي تحاك ضده، علما ان المدرسي هو من اوغل في حياكة الدسائس واستهداف الاستقرار في العراق ودول الخليج العربي، وسخر إمكاناته ونشاطه السياسي لخدمة الولي الفقيه، وأعلن الحرب على الأنظمة الخليجية الشرعية، والمدرسي عضو فاعل في شبكة ايرانية اتخذت انشطتها اشكالا متعددة منها الصناديق الخيرية والجمعيات التوعوية الدينية والمآتم والحسينيات والمساجد، وامتدت إلى الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، ولعل خير دليل على ذلك اعترافات الإرهابيين المتورطين بتفجير الديه في المنامة في مارس 2014 الذين كانوا يعملون تحت إشراف الشيرازي هادي المدرسي وشقيقه محمد تقي المدرسي وأن بعض المتهمين قد تلقوا تدريبات في معسكر تدريب في محافظة كربلاء العراقية تحت إشراف خبراء في حرب الشوارع ينتمون للحرس الثوري الايراني ومنظمة بدر الارهابية.

سؤال بريء
هل تعلم السفارات العراقية في الكويت والسعودية والبحرين عن هذه المعسكرات؟ هذا مجرد سؤال بريء جدا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية