ها قد عاد الخير أدراجه بعودتك، لقد أسبغت على القلوب ابتسامة ملؤها الشفاء والنقاء، بعودتك ابتسم ثغر البحرين مجددا، لا تعلم سيدي الوالد كم من الحسرات والزفرات اعتلجت نياط القلب بغيابك، لكن حضورك الإنساني كان قويا في قلوب أبنائك مما دفعنا الى الدعاء بأن يردك الله إلينا سالما غانما معافى من كل سوء، يا أبا علي نصرك الكبير العلي وحفظك.
ونحن نجلس في بيوتنا نتأمل حديثك وطيبتك ومروءتك لم يصبرنا إلا الله على ما ألم بنا في فراقك، كان الأمل قويا بالخالق العظيم بأن ترجع الينا لتشرف بوطئة قدمك أرضك التي أحببتها وأحبتك، ونرى تلك الخطوات الواثقة ترتسم على بساط أحمر لونه دم الخوافق.
الرجل الذي اكسب البحرين عطرا خاصا ولونا خاصا وطعما خاصا فأنت أب وأخ وقائد، أعلنها صريحة مدوية، لا طاقة لنا بدونك ولا غنى عنك ولا ينكر هذا إلا من غالط نفسه. لم تكن رجل مسؤولية وحسب بل كنت رجلا لكل من قصدك، سبق عدلك، ورجح بالصواب عقلك، وأعطيت قلبا للبحرين فأعطاك أهل البحرين عهدا قلبيا بأننا خلفك سائرون يا منبع كل مجد ورفعة وسمو.
اللهم لك الحمد كما رددته لنا وجعلته قرة عين لكل من أحب أرضنا الطاهرة. الحمد لله الذي من علينا بالإيمان والإنعام والبركات والأمان والرجال الرجال.
سيدي ووالدي وقرة عين الشرفاء في البحرين، جاءتك قلوب تحبو لتبارك، وعقول حاولت أن تكتب لتشارك، وأياد رفعت الى السماء لكي يحفظك الله لنا وأن يزيدك صحة وقوة وعافية ويبعد عنك كل سوء إن ربي سميع الدعاء لطيف لما يشاء.
دمت لنا عزا وذخرا، نهنئ أنفسنا، بل نهنئ كل القلوب اليانعة بحبك بعودتك الغالية يا من ترك في قلوب محبيه ألف صورة حب وملايين الأميال من الشوق لذاك المحيا. اللهم احفظه وأيده وانصره ومكن له في أرضك لأننا نحبه فيك.