العدد 2906
الأربعاء 28 سبتمبر 2016
banner
تحديات استراتيجية اتحاد الطائرة حسن علي
حسن علي
بروح رياضية
الأربعاء 28 سبتمبر 2016

تفصلنا أقل من 48 ساعة عن انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد البحريني للكرة الطائرة، عندما يقفل باب الترشيح الساعة الثامنة مساء غد الخميس، ومعظم الأندية زكّت الشيخ علي بن محمد آل خليفة للبقاء على سدة الرئاسة لدورة انتخابية جديدة مع غالبية المجموعة الحالية من الأعضاء والتي تضم كوكبة من الكفاءات التي تولت ومازال بعضها يتولى مناصب قيادية مهمة في القطاع الرياضي لمواصلة مسيرة الإنجازات والمكتسبات، خصوصًا وأن الاتحاد دشّن استراتيجية طموحة لتحقيق التميز حظيت بتقدير وإعجاب اللجنة الأولمبية واعتبرت نموذجًا يحتذى به وهذا ما كانت تطالب به الجماهير والصحافة منذ سنين.
الشيخ علي بن محمد آل خليفة وباستراتيجيته الجديدة قادر على النهوض باللعبة والبناء على الإنجازات السابقة رغم ما تمر به من ظروف وتحديات صعبة، إلا أن تعزيز مسيرة النجاحات لن تتحقق إلا بدعم الأندية ووسائل الإعلام ووقفتها مع الاتحاد وقفة رجل واحد.
أذكر نفسي وأذكر الجماهير ووسائل الإعلام، لقد بحّ صوتنا ونحن نطالب الاتحاد منذ فترة طويلة بضرورة الانتقال من المنافسة على المستوى الخليجي والعربي للنطاق الآسيوي على مستوى الفئات العمرية والمنتخب الأول والمشاركة في البطولات القارية، بعدما امتلأت خزائننا بالبطولات الخليجية والعربية، وها هو الاتحاد استجاب لتلك المطالب وأعد استراتيجية لتحقيق هذا الهدف ركز من خلالها على منتخب الأشبال "منتخب المستقبل" (مواليد 1999-2000)، وأعد مسؤولو الاتحاد مؤتمرًا صحفيًّا تحدثوا من خلاله بكل صراحة وأكدوا أن المنتخب الذي يعتبر حاليًّا من فئة الأشبال سيشارك بالبطولة الآسيوية والخليجية للشباب مع فئة عمرية أكبر منه سناً بحوالي 4- 5 سنوات بهدف الاحتكاك وتطوير قدرات اللاعبين ولم يعاهدوا الشارع الرياضي بتحقيق نتائج إيجابية، وهو جزء من الاستراتيجية التي ساهم في إعدادها الكابتن يوسف خليفة المدير الفني بالاتحاد والذي يعد أحد خبراء اللعبة ولا أحد يستطيع أن يشكك في قدراته وخبرته، وبالتالي فإن الإخفاقات كانت متوقعة ولم تكن مفاجأة وبانتظارنا الكثير من التحديات الأخرى.
وما تجدر الإشارة إليه أن منتخب الأشبال عندما لعب مع الفئة العمرية المماثلة له بالمهرجان الخليجي فاز باللقب ولم يخسر إلا في شوط واحد.
صناعة الأبطال سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية تتطلب 4- 6 سنوات وربما أكثر والخطة الاستراتيجية التي دشّنها الاتحاد لم يمض عليها عام واحد، فالاتحاد يمر بفترة انتقالية وهو في بداية مرحلة البناء ولا يمكن أن تبني منزلاً جميلاً في لمح البصر، وما دمنا نطالبه بالمنافسة على المستوى القاري يجب أن نمنحه الفرصة الكافية ليطبق استراتيجيته وبعد أربع سنوات يمكن محاسبته وانتقاده إذا لم تثمر الاستراتيجية عن تحقيق النتائج المرجوة.
وعلى أسرة الكرة الطائرة والشارع الرياضي أن يدركوا تمامًا بأنه من الصعوبة على الاتحاد المنافسة على كل الجبهات في آن واحد بالنسبة لجميع المنتخبات، مادام قد صوب تركيزه نحو تطبيق استراتيجية تتضمن استضافة بطولات قارية وعالمية والتعاقد مع أطقم فنية وإدارية متفرغة كليًّا وإقامة معسكرات تدريبية ستنهك ميزانيته، فلا طاقة للاتحاد بأن يوفر جميع تلك المستلزمات لجميع المنتخبات (الناشئين، الشباب، المنتخب الأول) دفعة واحدة وبنفس المستوى بسبب ضعف الميزانية التي ربما تتراجع أكثر في العام المقبل 2017، والدليل على ذلك أن الاتحاد استعان بالمدرب البرازيلي "كارلوس" لقيادة المنتخب الأول على سبيل الإعارة، فكيف لنا أن ننتظر تحقيق نتائج إيجابية للمنتخب الأول في السنوات المقبلة من دون وجود استقرار فني؟ وهي ضريبة لا بد أن ندفع ثمنها ما دمنا طالبنا الاتحاد بتطبيق استراتيجية وسط تحديات مالية صعبة، ويتفق معي الجميع بأن التركيز على هدف واحد يمكن تحقيقه، أفضل من التركيز على عدة أهداف نخفق فيها جميعًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .