العدد 2787
الأربعاء 01 يونيو 2016
banner
عد إلى صوابك حسن علي
حسن علي
بروح رياضية
الأربعاء 01 يونيو 2016

ألغى الزميل عبدالله بونوفل دور خمسة أقسام رياضية في الصحف المحلية، وجهود ما يقارب 30 محررًا رياضيًّا، عندما قال بالفم المليان في برنامج "كورة في كورة" الذي عرض مساء الإثنين الماضي على قناة البحرين الرياضية "انتهت الصحافة الرياضية.. ولا توجد صحافة رياضية في البحرين"!!
صحيفة واحدة فقط هي من قامت بتسريح قسم رياضي بأكمله لأسباب خاصة بها، ومنذ بداية العام الجاري 2016 استغنت الصحف عن عدد من الصحفيين وتقلصت الصفحات الرياضية وألغيت الملاحق بحجة التقشف الناتج عن انخفاض أسعار النفط والذي أثّر بدوره على سوق الإعلان، وتراجع المحتوى الصحفي كمًّا ومضمونًا، إلا أن الصحافة مازالت الأكثر تأثيرًا على الساحة الرياضية والوسيلة الإعلامية الأقوى، والعلاقة بينها وبين مواقع التواصل الاجتماعي علاقة تكاملية ولا تستطيع منصات الإعلام الجديد أن تلغي دورها والعكس صحيح، فلكل وسيلة إعلامية مميزاتها وخصائصها وسلبياتها في الوقت ذاته.
الزميل بونوفل تحدث من منطلق عاطفي وانفعالي وذكر معلومات غير صائبة، فالأقسام الرياضية لازالت مستمرة في القيام بدورها المعهود في تغطية مختلف الأحداث الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وإن اعترفنا بتراجع حجم التغطية، إلا أن عطاء الصحفيين لم يتوقف ونحن في "البلاد سبورت" نجحنا في إبراز الموسم الكروي بجهود الزميل أحمد مهدي وباقي الزملاء، والأمر ذاته ينطبق على الصحف الأخرى التي بذلت جهودًا لا يستهان بها في سبيل إنجاح الموسم الرياضي بكافة الألعاب عبر الأخبار والتحليلات وأعمدة الرأي والحوارات وغيرها، وكانت "البلاد سبورت" أكثر صحيفة اهتمت بترشح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لرئاسة "الفيفا" وكان الزميل أحمد كريم رئيس القسم أبرز الداعمين لمرشح الوطن بمقالاته وأخباره وتحليلاته.
الصحافة الرياضية ما زالت الوسيلة الأكثر مصداقية ودقة وموضوعية ومحل ثقة المسؤولين والجماهير والأكثر قدرة على الشرح والتحليل والتفسير وتقديم الرأي، لأن القائمين عليها صحفيون محترفون، وما زال العنوان والإخراج الصحفي الجذاب يستهوي القارئ، ويكفي بأن الصحافة هي مؤسسات رسمية معترف بها من قبل الدولة يمكن أن تكون عرضة للمساءلة وتطبيق القانون، وللدلالة على أهمية الصحافة ومكانتها المرموقة هي جائزة سمو الشيخ خليفة بن سلمان للصحافة التي أطلقتها وزارة شؤون الإعلام للصحف المحلية مؤخرًا تقديرًا للدور الذي تقوم به.
أما حسابات التواصل الاجتماعي فيديرها هواة هم أكثر عرضة للخطأ وتقديم محتوى صحفي هابط للحصول على أكبر عدد من المتابعين (الفلورز) نظرًا لغياب الرقابة، وكثرة المتابعين في أي حساب ليس معيارًا للجودة، لأن البضاعة الرديئة دائمًا ما يكون لها جمهورها الخاص وهو ما يعرف بالصحافة الصفراء في الصحافة المقروءة، ولكن يجب أن نعترف في الوقت ذاته بأن مواقع التواصل الاجتماعي تفوقت على الصحافة في سرعة نقل الخبر وتبادل المعلومة والتفاعل مع الجمهور وابتكار أساليب جديدة في النشر الإعلامي باستخدام الصوت والصورة وهو ما يعرف بالإعلام التفاعلي أو الرقمي، ومع ذلك فإن كل وسيلة أصبحت تستفيد من الأخرى بشكل أو بآخر.
العزلة الصحفية التي ربما يشعر بها الزميل عبدالله بونوفل حجبت نظره عن ما تقوم به الصحافة من دور واضح في الارتقاء بالحركة الرياضية من خلال ما تتبناه من قضايا وأطروحات، كان آخرها الريبورتاج الذي نشره "البلاد سبورت" عن واقع البنية التحتية المتهالكة في ناديي الشباب والمالكية، بالإضافة إلى الملاحظات التي نشرتها الصحيفة عن صالة مركز الشباب الجفير واستاد خليفة الرياضي والتي كانت محل تفاعل وزارة شؤون الشباب والرياضة التي وعدت بحل جميع تلك الإشكالات.
وندرك تمامًا بأن ما صرّح به بونوفل لا يعبّر عن ما يكنّه لزملائه من تقدير واحترام، ونحن بدورنا نبادله نفس الشعور، وأتمنى بأن يكون التعبير قد خانه، وردّنا جاء من باب رد الاعتبار وإنصاف زملائنا الصحفيين، وسيبقى بونوفل كفاءة إعلامية نعتزُّ ونفتخر بها.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية