العدد 2261
الثلاثاء 23 ديسمبر 2014
banner
مجزرة الأطفال وانتشار الإسلام “2-2”
ستة على ستة
الثلاثاء 23 ديسمبر 2014

في مقابل تركيز معظم دول العالم على كل ما يمكن أن يسيء إلى المسلمين كما كان الحال في مجزرة الأطفال التي وقعت في مدرسة باكستانية في بيشاور، فإنها تتجاهل تمامًا أي تطورات إيجابية قد تكون في صالح الإسلام والمسلمين أو أحداث تسير في الاتجاه المعاكس لما يرغبون في الترويج له.
فقد تزامنت تلك المجزرة البشعة مع تطورات مهمة لم تجد لها صدى إعلامي أو اهتمام دولي، ومنها المنتدى الأول المنعقد في بروكسل لبحث ظاهرة “رهاب الإسلام” في أوروبا عموما.
وكان الدافع لانعقاد هذا المؤتمر هو الوضع القلق الذي يعيشه المسلمون في ظل ارتفاع الهجمات المعادية للمسلمين في أوروبا عمومًا وفي بلجيكا على وجه الخصوص خصوصا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 ، حيث تزايدت في تلك الدولة بنسبة 20 % في غضون عامين وفقًا للمركز الفدرالي البلجيكي لتكافؤ الفرص، إذ تشهد بلجيكا - كل أسبوعين على الأقل - أفعالا يمكن وصفها بـ”رهاب وكراهية الإسلام” الذي يعد شكلا من أشكال خرق قانون مكافحة التمييز، كما أن 50 % من الملفات التي تستقبلها منظمات مكافحة العنصرية تحت اسم “وسائل الإعلام والكراهية على الإنترنت”، لها علاقة مباشرة بالتركيز على المسلمين ومعتقداتهم وذلك بحجة حرية الرأي والتعبير وهي الشعارات التي تختفي ولا تجد لها مكانًا عندما يكون الجاني مسلمًا أو كان المتضرر من هذه الأفعال أو الأقوال من غير المسلمين.
وفي تصريح لقناة الجزيرة، أشار “ميكائيل بريفو”، رئيس هذا المنتدى إلى أن جل القوانين التمييزية في بلجيكا مستوحاة من الخوف من الإسلام، قائلا “منذ تسعينات القرن الماضي وتعبير المواطنين المسلمين عن آرائهم بشكل حقيقي أو مفترض، غير مرحب به في الإدارات والمدارس وأيضا من قبل أرباب العمل”، داعيًا إلى تغيير القوانين في الدول الأوروبية لتتماشى مع اعتبار أي تمييز ضد المسلمين شكلا من أشكال العنصرية، وبالتالي يعاقب عليه القانون، باعتبار أن هذه هي الطريقة الوحيدة لاعتبار المسلمين جزءا لا يتجزأ من المجتمع الأوروبي الذي يعيشون فيه”.
من الأشياء المهمة أيضًا في هذا الموضوع، ما نشر بموقع (muslimpopulation.com) للدراسات من بيانات إحصائية عن تعداد المسلمين في العالم، نقلاً عن بعض المواقع الأجنبية ومن بينها سي إن إن الأميركي وبي بي سي البريطاني.
فقد أفادت الدراسة أن الإسلام ينتشر بسرعة هائلة ولكن بهدوء وصمت، حيث أوضحت ما يلي:
- أن ثلثي البريطانيين لا يعتبرون أنفسهم كمتدينين أو غير مكترثين بديانتهم الأصلية وهي المسيحية، بينما معظم المسلمين في العالم الإسلامي يفتخرون بانتمائهم للإسلام، ونادراً من يجاهر بإلحاده أو عدم رضاه عن دينه، وهذا دليل على قوة تعاليم الإسلام.
- أن عدد الناس الذين وصفوا أنفسهم بأنهم مسيحيون انخفض 10 % خلال خمس سنوات (2005-2010)، كما أن أعداد المسيحيين في أميركا في تناقص مستمر، وأن واحد من كل خمسة أميركيين ليس له دين.
- إن أكبر دولة إسلامية حالياً هي إندونيسيا التي يتجاوز عدد المسلمين فيها 218 مليون مسلم. وتليها باكستان 183 مليون مسلم، ثم بنغلادش التي يعيش فيها 154 مليون مسلم، ولكن الدولة التي تحوي أكبر عدد من المسلمين هي الهند التي يقطنها أكثر من 255 مليون مسلم، ثم الصين فيها 135 مليون مسلم.
مثل هذه الأرقام تؤكد حقائق عدة أهمها أن الإسلام هو الدين الحق الذي ضمن الله تعالى له النصر حتى وإن خذله أتباعه والمنتمين إليه، ولذلك فهو ينتشر رغم الحملات المسعورة التي تريد النيل منه ومن المسلمين والقضاء عليهم، ورغم ما يقع من ممارسات من قبل المسلمين وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه لكنها بالنهاية لا تمثل الإسلام رغم محاولات الغرب للربط بين سلوكيات المسلمين وبين الإسلام، فما يقع من طالبان وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هو أمر مرفوض ومنبوذ في الإسلام قبل أن يرفضه الغرب أو يشجبه.
ولعلنا نطرح تساؤلاً مهمًا على كل من يدعي أن الإسلام انتشر بحد السيف ويزعم أنه لولا الحروب والمعارك ما ظهر هذا الدين وتوسع في مختلف بقاع العالم، فها هم الآن المسلمون مستضعفون في كل مكان تقريبًا غير قادرين حتى عن الدفاع عن أنفسهم ضد ما يرتكب بحقهم من تجاوزات وانتهاكات بشعة وجرائم لا إنسانية، فلماذا ينتشر هذا الإسلام من دون السيف؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .