العدد 2233
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
banner
دليـــل الإرهـــاب العــالمـــي
ستة على ستة
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014

رغم عسكرة عالمنا المعاصر وتحديدًا منذ أحداث سبتمبر 2001 التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن الإرهاب يزداد انتشارًا والإحساس بالأمن يزداد انخفاضًا رغم حرص جميع دول العالم على الدخول في سباق التسلح واقتناء أحدث الأسلحة في مواجهة هذا “الإرهاب” الذي لم نعرف له تعريفًا محددًا حتى الآن وربما كان ذلك مقصودًا من جانب الدول أو الدولة الأميركية المتزعمة لجهود محاربة “الإرهاب” حتى يتم تكييف سلوكيات الدول وفق مزاجها ومصالحها، فيمكنها على سبيل المثال أن تفسر الحرب الإسرائيلية الهمجية التي شنت ضد قطاع غزة وأدت إلى تدميره وتشريد أبنائه دفاعًا مشروعًا عن النفس ضد “صواريخ” الجماعات الفلسطينية المسلحة.
وفي الإطار ذاته، يمكنها أن تفرض أجندة العمل الدولية في كل مرحلة من المراحل، فبعد هجمات 11 سبتمبر، حشدت العالم كله ضد دولة فقيرة مفككة هي أفغانستان من أجل القضاء على ما يسمى بتنظيم القاعدة تأديبًا له جراء ما اقترف من آثام بحق الدولة الأميركية وتهديد أمنها وإرعاب شعبها.
وبعد المرحلة الأفغانية، وجدت أميركا ضالتها في أسلحة الدمار الشامل وصدام حسين للاستمرار في إرباك المنافسين وتصفية الخصوم والأعداء وتطبيق استراتيجيتها لخلق الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط والقضاء على قوة العراق ووحدته.
بعد المرحلة “الصدامية”، منح تنظيم داعش الإرهابي الفرصة الذهبية للولايات المتحدة الأميركية لاستكمال استراتيجيتها في المنطقة و”إلهاء” دولها في محاربة هذا التنظيم “الغامض” في نشأته والمثير في تنامي قوته بسرعة مخيفة حتى لذلك التحالف الدولي الذي أسسته واشنطن للقضاء على هذا التنظيم وهو ما يبدو هدفًا بعيدًا حتى الآن.
المرحلة الداعشية الراهنة للإرهاب تحقق لواشنطن أهدافا كثيرة وتمنحها مرونة كبيرة في التحرك في جميع القضايا وعلى جميع الجبهات وترسل رسائل لا تتفق مع مصالحنا نحن العرب، إلا أنها نجحت في إشعار دول المنطقة بأن داعش عنوان الإرهاب العالمي للفترة الحالية، وبما أن هذا التنظيم الإرهابي يحمل شعارات إسلامية ونبت في المنطقة العربية فهذا كفيل بل ويحتم على الدول العربية الصمت التام حتى يستطيع “المنقذ” الأميركي تخليصهم من هذا الوحش “الداعشي”.
ولهذا كله، لم يكن غريبًا أن يكشف “دليل الإرهاب العالمي” الصادر مؤخرًا عن معهد الاقتصاد والسلام الأميركي أن الإرهاب في تزايد، وأن عمليات القتل بسببه تضاعفت خمس مرات منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 رغم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمكافحته في أنحاء العالم، حيث سجل التقرير نحو 18 ألف حالة وفاة العام الماضي فقط مقارنة بنحو 11 ألفا عام 2012، وأن أربع جماعات هي المسؤولة عن معظم هذه الوفيات وهي: تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وبوكو حرام في نيجيريا، وحركة طالبان في أفغانستان، والقاعدة في أنحاء متفرقة من العالم.
وذكر التقرير أن عدد الدول التي تكبدت أكثر من 50 حالة وفاة بسبب الهجمات الإرهابية ارتفع من 15 دولة العام الماضي إلى 24 هذا العام، وأن معظم إراقة الدماء تركزت في خمس دول هي سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا، وأنه كان هناك 48 ألف حادثة في أنحاء العالم منذ عام 2000 أودت بحياة 107 آلاف شخص.
وكان دليل الإرهاب العالمي لعام 2012 قد كشف عن أن أكبر زيادة حدثت في الهجمات الإرهابية حدثت بين أعوام 2005 - 2007 قادتها الأحداث التي جرت في العراق، وأن باكستان والهند وأفغانستان مثلت نسب 12 % و11 % و10 % على التوالي من الحوادث الإرهابية في العالم منذ عام 2002 - 2009 واحتلت تايلند والفلبين وروسيا نسبا ملحوظة هي 5 % و4 % و4 % على التوالي”.
وأشار الدليل إلى أميركا الشمالية حيث كانت المنطقة الأقل معاناة للحوادث الإرهابية تأتي بعدها أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية