العدد 2415
الثلاثاء 26 مايو 2015
banner
صوتنا بخصوص كامب ديفيد “1-2” طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الثلاثاء 26 مايو 2015


 
بعد انتهاء مؤتمر القمة الذي عقد في كامب ديفيد بين قادة دول الخليج والرئيس أوباما، أصدرت العديد من المؤسسات السياسية والحقوقية والإعلامية تصريحاتها التي تعبر عن رؤيتها وفلسفتها بخصوص ما تمخضت عنه لقاءات ومباحثات الطرفين. وكان لابد من منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية من إبداء رؤيتها ووجهة نظرها بنتائج هذا اللقاء. عموما، رحب مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) بنتائج قمة كامب ديفيد الأخيرة، لكنه تطرق إلى عدة نقاط مهمة نستعرض منها قبل التفصيل قضية موقع دول المجلس الجديد التي تتعلق باستعداد دول المجلس وتهيئة نفسها، للعمل مع الدول العربية المخلصة وبمساعدة حلفائنا الأميركيين على إنهاء الملفات العالقة بالشرق الأوسط في اليمن وسوريا ولبنان وليبيا، لتكون القوة المهيمنة وشرطي الشرق الأوسط الجديد القادر على التصدي للتغلغل والتمدد الايراني بالدول العربية، وحل كل المشاكل التي تسببت بها إيران بالعالم العربي، والعمل على استكمال مشروع القوة العربية المشتركة. هذا بالإضافة إلى رفضنا نحن كمجتمع خليجي تدخل واشنطن بالشؤون الداخلية للمجتمع الخليجي، وترك مسألة معالجة الإصلاح والتطوير والحفاظ على الهوية الخصوصية والثقافية والإسلامية لأنفسنا فقط. ويمكن أن نبرز أهم ما نراه كمجتمع خليجي وننظر إليه بعد نتائج هذه القمة بالتالي:
أولا) التطمينات الأميركية كمنظمات وحدوية خليجية بكوغر، وكمجتمع خليجي واحد، فإننا نرحب طبعا بالتطمينات الأمريكية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن ذلك لا يعني أبدا التصديق بشكل كامل بهذه التطمينات. فالناظر إلى طبيعة تكوين الثورة الإيرانية التي أسسها (خميني)، ومن بعده (خامنائي) يستنتج أن هذه الدولة أقيمت على أساس طائفي وعرقي، يسعى بكل جهده لأن يكون سيدا على كل مسلم ينتمي إلى المكون الثاني الكريم، ويهدف لأن يكون ولاء المسلم الشيعي له فقط حتى وإن كان مواطنا في بلد مستقل. كما تسعى هذه الثورة إلى إعادة أمجاد الأمبراطورية المجوسية التي أطفأ نارها العرب المسلمون. لهذا، فبالرغم من التعهدات الأمريكية، إلا أننا لا نثق أبدا في دولة نصت مادة في دستورها، على تصدير الثورة والتدخل بشؤون الغير تحت حجة مناصرة المستضعفين. ولهذا فإن علينا دائما الحذر والاستعداد لتنظيف منطقة الخليج والعالم العربي من الميليشيات والمؤسسات التابعة للأجندة الإيرانية، التي تريد تحقيق حلم هذه الثورة التكفيرية الطائفية العرقية النتنة.
ثانيا) أما بخصوص نظرتنا الإعلامية وما يجب على مختلف وسائل الإعلام الخليجية فعله، وبعدما تمخضت لقاءات كامب ديفيد من نتائج تعتبر محققة لمصالحنا، فإننا نرى أن على وسائل الإعلام الخليجية المؤمنة بفكر الوحدة الخليجية، التصدي وبكل حزم لمن يريد استغلال الحرية الإعلامية والصحافية بمجتمعنا، وارتداء عباءة هذه الحرية لتنفيذ وتسويق أجندة خارجية خصوصا الأجندة الإيرانية، أو ضرب إسفين بين مختلف مكونات وشرائح المجتمع الخليجي، أو العمل على ضرب أو تسفيه أو أضعاف مكتسبات الوحدة الخليجية والعربية. كما يجب عليها أيضا ضرروة أن يكون خطابها وسياستها الإعلامية مبنيتين على تقوية الشعور بالانتماء الخليجي الوحدوي وبالانتماء القومي العربي، وسنعمل نحن بجمعيات (كوغر) خصوصا بـ (غاب اف ام) على تعزيز وتعميق هذه المبادئ داخل مجتمعنا الخليجي والمجتمع العربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .