العدد 2384
السبت 25 أبريل 2015
banner
دروس من “عاصفة الحزم” (2) طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
السبت 25 أبريل 2015

عاصفة الحزم أبرزت لنا كخليجيين عدة دروس، ومن هذه الدروس أن نظرية الولي الفقيه اليمنية التي سار عليها الحوثي، دمرته ودمرت أتباعه ودمرت اليمن، أما بقية الدروس فهي كالتالي:
الخيانة الوطنية: أوضحت لنا عاصفة الحزم كيف يمكن للأحزاب ان تخون وطنها، ويتمثل ذلك بما قام به المخلوع علي عبدالله صالح، الذي حارب الحوثي أولا ثم تحالف معه حينما تم خلعه، وجعله يعيث بالأرض فسادا وتخريبا وضربا للعملية السياسية اليمينة. وهذا دليل على أن الاحزاب والتحزب في الواقع واستغلال دنيء لتحالفات تدمر الوطن والمواطنين، ولا تهمها إلا مصلحتها. وها هو الآن علي عبدالله صالح الذي حارب ايران والحوثيين يتحالف معهم الآن. وها هو يبدأ مرحلة جديدة مع حزبه في تدمير اليمن، في مثال واضح جدا على ان هذه الاحزاب هي معول هدم لاستقرار ومصلحة وأمن الدولة والمجتمع.
بيع الوطن: لقد عرت لنا عاصفة الحزم هذه الحركة الهمجية الحوثية وكيف أنها ضربت بعرض الحائط كل القيم الوطنية من ولاء وطني ووحدة وطنية ورفض التدخلات الخارجية والحفاظ على الأمن والسلم الوطنيين. فهو رضي بأن يكون عبدا لطهران لتحقيق حلم اعادة احتلال اليمن تحت شعار الثورة الإسلامية، التي هي في الواقع أكثر ثورة تكفيرية في تاريخنا الاسلامي تطرفا ونبذا لـ 95 بالمئة من المسلمين من سنتهم وشيعتهم وزيديتهم وإسماعيليتهم، حيث لم يبق الى 5 بالمئة وهم المؤيدون لهذه الثورة المتطرفة هم الناجون في نظر هذه الثورة الطائفية. مد يده الى ثورة ناكرة، تسعى الى الاطاحة بالأنظمة الخليجية والعربية، لنشر ثقافة فارسية وتدمير الثقافة العربية. مد يده لثقافة لا تمت الى المذاهب الاسلامية ووحدتها وتسامحها وعظمتها بأدنى صلة. لا يفتخر بأن يتحدث العربية، أو ينشر اللغة العربية وثقافتها وتراثها في ايران الفارسية. رضي بأن يدخلوا الى أرض عربية ويدنسوها، كما فعل من قبل الساسة العراقيون وسلموا العراق العربي، وكما فعل حسن نصر الشيطان عندما فرش أجساد اللبنانيين من سنتهم وشيعتهم ومسيحييهم ودروزهم وعلوييهم العرب، سجادة لمرور طهران الى لبنان، في اقذر مثال للعمالة العربية والإسلامية بتاريخنا الحديث والمعاصر.
إن عاصفة الحزم التي بدأت ضد الانقلاب الذي قام به الحوثي ضد كل ما هو متحضر وديمقراطي باليمن، حملت عدة نقاط يجب الوقوف عندها والتمعن بها واستدراكها، من أجل معرفة حقيقة ما قامت به عاصفة الحزم ضد حركته الحوثية وأهدافها وخطرها علينا كخليجيين وعرب وقبلها خطرها على اليمن نفسه. عاصفة الحزم كانت تستهدف هذه الحركة التي هي في الواقع عملت على تحقيق هدف ايران من الانتقال من استراتيجية الهلال “ايران مرورا بالعراق وانتهاء بسوريا ولبنان”، الى استراتيجية الكماشة ومحاصرة دول الخليج من جنوب الجزيرة العربية.
هذه مجموعة من الدروس والعبر التي نستفيد منها عندما بدأت عاصفة الحزم، ضد هذا السفيه وحركته وأعماله وهمجيته وعمالته ونظرته الى البشر كميراث يسوقهم كيفما يشاء، لا يهمه وطن ولا مواطنون ولا وحدة اسلامية ولا تحضر ولا ديمقراطية. وهي دروس يجب على المفكر والإعلامي والخطيب الديني المتزن وعلى الوحدويين الخليجيين والعرب التنظير لها وتبيانها للمجتمع حتى نحقق الأمن والاستقرار والخير لمجتمعنا وأمتنا العربية والإسلامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية