العدد 2333
الخميس 05 مارس 2015
banner
خطاب أوباما.. أو نحن فعلا إرهابيون (2-2) طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الخميس 05 مارس 2015

كما أسلفنا، فإن ما قاله أوباما في خطابه من أن الفقر والجهل والظلم هي أسباب أدت لانضمام بعض الشباب إلى هذه المنظمات قد تكون نسبة صحتها 1 %. لكننا نؤكد أن هناك أسبابا أكثر قوة في تعميق نظرية الإرهاب في نفوس وعقول بعض الشباب. وهذه الأسباب هي كالتالي:
أولا: الدعم الأميركي للإرهاب الأسرائيلي. نعرف أن لواشنطن مصالحها الخاصة وثقافتها الغربية الخاصة بها. لكن الذي لا نعرفه هو لماذا هذه المصالح والثقافة تدعم الإرهاب الإسرائيلي العنصري والعرقي ضد العرب والمسلمين؟ لماذا تتفرج واشنطن على الجرائم التي يرتكبها الجيش الأسرائيلي ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين من العرب المسلمين؟ لماذا هذه الثقافة وهذه المصالح الأميركية تغض الطرف عما تقوم به دولة إسرائيل من جرائم الإبادة؟
السبب هو أنه لا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم لمن يفضل ثقافته ومصالحه على مصالح شعب عربي أعزل، تتم إبادته من قبل عنصريين وعرقيين إسرائيليين. وعليه، فإن هذا الدعم غير الأخلاقي وغير الأنساني وغير المتحضر لما يقوم به الإرهاب الإسرائيلي، هو من ولد الإحساس بالظلم والقهر لدى بعض الشباب، لكي يعملوا على مواجهته بشى الوسائل بما فيها الإرهاب.
 وبالنسبة لنا فلا فرق بين الإرهاب الإسرائيلي المدعوم غربيا وبين هؤلاء الإرهابيين العرب والمسلمين. فالإرهاب الذي يظلم الشعوب ويحتقرها ويرتكب المجازر ضد المدنيين كما تفعل إسرائيل، حتما سيولد إرهابا مضادا.
ثانيا: بيع العراق لإيران. الكذبة التي سوقها أغبياء واشنطن وادعوا بأن العراق أيام المقبور صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، كانت غطاء لصفقة قذرة ونتنة تم فيها تسليم وبيع العراق الأبي العربي الشامخ بشيعته وسنته وطوائفه، إلى مجموعة تكفيرية طائفية عرقية تسترت بالإسلام، وهي تحمل حقدا دفينا على العرب المسلمين الذين مرغوا أنف كسرى وألغوا حضارتهم، ومن نصب نفسه وليا على المسلمين، ناظرا إليهم كالعبيد مجبرا إياهم على طاعته؛ لأنه مأمور من الله، والعياذ بالله.
وها هي نتائج هذه الصفقة. عراق محتل من قبل إيران، وحكومة عميلة تأتمر بأوامر المرشد الإيراني، تدمير حضارة وبنية تحتية طالما تفاخرنا بها كعرب، صراع طائفي بين أبناء البلد الواحد، يذكيه الإيرانيون من الذين انتسبوا لنا كعرب، وهم أعاجم ولاؤهم لسيدهم وولي أمرهم.
 وكان من نتيجة ذلك المخطط الأميركي الإيراني، أن أحس بعض الشباب بهذا الظلم وهذا الاحتلال الأميركي الإيراني لبلد عربي ومسلم، وسعوا لمواجهة الإرهاب الإيراني بالعراق بإرهاب آخر. وبالنسبة لنا فلا فرق بين الإرهاب الإيراني وادواته حسن نصر والمالكي وفيلق بدر وبسوريا بشار الأسد وسفيه اليمن الحوثي، وبين إرهاب هؤلاء من قاعدة وداعش.
إن الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين وما يرتكبه قادة إسرائيل من مجازر ضد الأطفال والنساء والمدنيين، والإرهاب الإيراني بالعراق من قتل وتدمير للإنسان العربي، وتقاطع ذلك مع ثقافة واشنطن ومصالحها، هما سببان رئيسان إضافيان في استغلال بعض الشباب وانخراطهم بمنظمات إرهابية. حقيقة لا يريد الساسة الأميركيون ولا الإسرائيليون ولا الإيرانيون التطرق لها بتاتا. لكننا سنتطرق لها وسنوصلها إلى آذان وأعين أصدقائنا من الشعب الأميركي الصديق من أصحاب الضمائر، حتى يعرف من الذي بثقافته ومصالحه دمر المجتمع العربي والإسلامي، ويسعى لصراع خفي مع العرب والإسلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية