العدد 2327
الجمعة 27 فبراير 2015
banner
تحرير الكويت... من له الفضل؟ طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الجمعة 27 فبراير 2015

مرت ذكرى عزيزة على قلوبنا كخليجيين ألا وهي ذكرى اليوم الوطني لدولة الكويت وذكرى تحريرها من براثن الغزو الصدامي البعثي. فالاحتفال بهذه المناسبة هو بالأصل احتفال بمناسبة خليجية بالدرجة الأولى. لأن يومي الخامس والسادس والعشرين لهما مكانة خاصة لدى الخليجيين، كونهما إعلانا لطرد الغزو الصدامي، وتجسيدا لمعنى التلاحم والوحدة الخليجية، حيث استكملت القوات الخليجية الموحدة عملية تحرير الكويت، مجددين الوعد والعهد بأن يصونوا ويدافعوا عن القيم والمبادئ التي ناضل آباؤنا وأجدادنا بالخليج من أجلها، في سبيل ان تكون الطريق التي تضمن بقاء المنظومة الخليجية، واحة امن وأمان واستقرار لكل من يقيم على أرض الخليج.
إن يوم التحرير في الكويت هو اعلان وتأكيد للوحدة الخليجية. فقد دخلت الجيوش الخليجية الى الكويت المحررة وهي تهتف بالشرعية وعودة الحرية لهذا الشعب الاصيل. وهي ذكرى سنوية تتجدد في قلوبنا وفي ضمائرنا كخليجيين، وتذكرنا بمصيرنا الواحد. والآن وبعد ان اتضحت الصورة نريد ان نعرف من هم الذين حرروا الكويت؟ أو لنقل بعبارة أخرى: من هم أصحاب الفضل الاكبر بتحرير الكويت؟
بعد مرور اكثر من اربعة عشر عاما على تحرير الكويت، وبعد ان تكشفت الأوراق والمؤامرات، وبعد ان انجلت مخططات القوى الغربية لضرب استقرار وأمن الخليج والعالم العربي، ابتداء من مخطط تحريض صدام لغزو الكويت، مرورا بصناعة مسرحية القاعدة ومحاربة الارهاب، واستكمالا للتحالف الغربي الايراني لتمزيق العالم العربي، وانتهاء بمسرحية “داعش” الذي ضم ضالين دينيا وعملاء استخبارات غربية وبقايا بعثيين ومرتزقة يحملون الجنسيات الغربية اجتمعوا لهدف واحد وهو تشويه صورة الاسلام، ولكي يمهدوا الطريق للغرب لتمزيق وإبادة العرب عن بكرة ابيهم كما حصل بالعراق وسوريا، فإننا نستطيع القول إن من له الفضل بتحرير الكويت هم على النحو التالي:
أولا: المغفور له بإذن الله تعالى أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه، فهو وعند خروجه سالما من الكويت الى أرضه الخليجية المملكة العربية السعودية، فإنه حمى وصان وحفظ شرعية ورمز البلد وقيادته الدستورية والوطنية والمجتمعية. فلولاه لما استندت الكويت حكومة وشعبا على مرتكزها وأساسها الشرعي، الذي جعلها تستمر في عملها لطرد الغزو الصدامي. وهذه نقطة مع الأسف يغفل عنها الكثيرون، لكنها كانت السبب الوطني الأول بتحرير الكويت.
ثانيا: المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز، جعل الله اعماله صالحة ومقبولة عند رب العالمين. هذا الإنسان وقف وقفة رجل خليجي عربي مسلم لا يرضى بالظلم ولا الغدر. فما فعله صدام المقبور بالكويت وأهلها لا يفعله انسان عربي مسلم له مبادئ وقيم. هذا الانسان قال قولته المشهورة والتي مازلت اتذكرها جيدا حيث قال: “لقد اتخذنا قرارا بتحرير الكويت.. سلما ما أمكن السلم.. وحربا ان لم يكن غير ذلك. وصدق هذا الانسان. فقد فتح خزينة المملكة العربية السعودية وأراضيها ومياهها وأجواءها، ووضعها لتحقيق هدف واحد وهو العمل على تحرير الكويت. وصدق فيما قال. وهو كان السبب العربي الأول بتحرير الكويت.
ثالثا: تمسك شعب الكويت والخليج بشرعية آل صباح. لقد حاول صدام اطلاق مسرحية الثورة بالكويت وطلبها الوحدة مع العراق. الا ان شعب الكويت ومن ورائه كل الخليجيين، وجهوا رسالة واضحة بأن شرعية آل صباح المتمثلة بالأمير الراحل لا مجال لمناقشتها. وبأن شعب الخليج لن يرضى بإسقاط شرعية أي نظام خليجي. وضرب أيضا شعب البحرين بشيعته وسنته وطوائفه مثالا، استكمل فيه هذا المبدأ. فقد وقف ضد الانقلابيين وقفة رجل واحد، متمسكين بشرعية آل خليفة، كما فعل الكويتيون من قبل حيث تمسكوا بشرعية آل صباح. وهذا هو السبب الأول عالميا في قطع الطريق على كل من يريد منع الكويتيين من تقرير مصيرهم.
هؤلاء هم اصحاب الفضل، أما الغرب الذين يقولون إن لهم الفضل بتحرير الكويت، فأقول إننا نعرف أيضا من اعطى الضوء الأخضر لصدام لكي يغزو الكويت. ونعرف أيضا من باع العراق لإيران. ونعرف أيضا بمخطط التحالف الايراني الغربي. ومن يفعل ذلك بنا فلا يستحق منا الا الاحتقار والانتباه والاستعداد لمواجهة مخطط ضرب استقرار وأمن الخليج والبلاد العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية