العدد 2237
السبت 29 نوفمبر 2014
banner
خوارج العراق طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
السبت 29 نوفمبر 2014

برحيل المقبور صدام حسين تتأكد مقولة “لكل طاغية نهاية ولكل جبار قصة بداية ونهاية مهما طال الزمن أو قصر”. وصدام حسين كان طاغية جاء إلى بغداد بانقلاب لم يكن للشعب العراقي اختيار فيه، وذهب أيضا بانقلاب لم يكن أيضا للشعب العراقي دور فيه. والآن وبعد أن اقتص الله سبحانه وتعالى منه، وسواء كانت المحاكم عادلة أم أنها مسرحية أو تصفية حسابات، فإن ما يهمنا كحكومات وشعب خليجي هو رحيل أحد أطراف الشخصيات التي تسببت بعدم استقرار سياسي وعسكري واقتصادي وأمني في منطقة الخليج، وتسببت مع الشخصيات الأخرى بتهديد أمن شعب الخليج وجروح في الجسد العربي الخليجي نتمنى ان تندمل برحيله.
ولابد من القول إنه وخلافا للإيرانيين الذين أرادوا تصدير مبادئ الثورة الإيرانية للعراق، ولكنهم تورطوا بحرب السنوات الثمان مع صدام، لم تكن للكويت أية أطماع أو نية الاعتداء وإيذاء العراق، ولم تكن الكويت تريد تصدير مبادئ الثورة للعراق حتى يقوم صدام بغزوها.
ولكن لابد من التأكيد على أن رحيل صدام يجب ان يجعلنا متيقنين بأنه من الخطأ تغليب فريق على آخر. فهناك فريق فارسي عنصري يمثله خوارج من العراقيين الموالين لكل ما هو صفوي وهناك فريق عراقي دكتاتوري. وما حدث الآن هو رحيل الفريق العراقي والمتمثل بأكثر الشخصيات العربية دكتاتورية، ولكن بالمقابل تم احتلال بغداد من قبل الفريق الآخر، وهو الفريق العنصري الصفوي من خوارج العراق. والنتيجة ان شعب الخليج سيبقى محاطا بتهديدات هؤلاء الخوارج، قد يقوم بنفس الدور الذي قام به الفريق العراقي الدكتاتوري المنكسر.
ولهذا فإن على شعب ودول الخليج العمل على توجيه رسالة واضحة للنظام في إيران، مفادها اننا على استعداد تام لعدم تكرار غفلتنا، وعدم تكرار ثقتنا المفرطة بالأشقاء، وعدم تكرار مفهوم حسن النية بجيران الخليج. ويمكن توجيه الرسالة عبر القيام ببعض الخطوات، التي ستصل بشكل مباشر لذلك الفريق وهي: القيام بمناورات خليجية برية وبحرية وجوية ومن دون مشاركة أية جهة أجنبية. فذلك سيقنع الآخرين ولو بشكل أولي، ان باستطاعتنا استعراض عضلاتنا. وسيكسر جدار وحاجز التردد الذي كان يمنع قوات درع الجزيرة من القيام بواجبها، نتيجة الاستهانة والاستهزاء بها من قبل بعض الأصوات الموالية للفريق الصفوي، والتي تعمل على تحسين صورة القدرات العسكرية الإيرانية، مقابل تشويه القدرات العسكرية الخليجية.
ضرورة دعم الفريق العربي العراقي، للوقوف في وجه الفريق الطائفي الصفوي، حتى لا تكون الساحة العراقية مقصورة فقط على الموالين للمحافظين الجدد في إيران. وهذه مسؤولية العراقيين الشرفاء ممن يرفضون بيع عرضهم وشرفهم لملالي طهران.
ضرورة الاستمرار بالمطالبة بكل من شارك في إيذاء وتهديد أمن حكومات وشعب الخليج لتقديمهم للمحاكمة، ابتداء من الجهات والأشخاص الذين سعوا وقاموا بعمليات ارهابية في دول الخليج أيام الثمانينات والتسعينات، وانتهاء بمحاولات تصدير الثورة الإيرانية لشعب الخليج، مرورا بكل من شارك بمحاولات الانقلاب والتجسس على دول الخليج.
ضرورة توصيل رسالة مهمة للشعب الشقيق الإيراني، برغبة شعب الخليج بالعيش بأمان وسلام وفقا للمبادئ الإسلامية التي تجمع الشعبين، وضرورة توضيح ان هناك من يسعى من الإيرانيين الى تأجيج نار العنصرية والطائفية بين الشعبين الشقيقين، من أجل عدم استقرار منطقة الخليج.
وأخيرا ضرورة العمل بشكل واضح على امتلاك التكنولوجيا النووية، وفقا للمعاهدات والقوانين الدولية، التي تحترم القوانين الدولية وتحفظ حقنا في امتلاك السلاح النووي.
إن علينا أن لا ننسى أن من وقفنا معه طيلة سنوات، غدر بنا وغزا الكويت وهدد دول الخليج. ومن باب أولى ان تكون حكومات الخليج على قناعة بأن من وقفنا ضدهم طيلة سنوات، يتحينون الفرصة للانقضاض علينا وتدمير ما بنيناه من انجازات بسواعد سنتنا وشيعتنا، تارة بنظرية ولاية الفقيه، وتارة بالدفاع عن قادة الانقلاب والتجسس والخيانة من خوارج الخليج، الذين خرجوا على قيم ومبادئ الإسلام المحمدي، واستبدلوها بمذهب عنصري طائفي أساسه إعادة امبراطورية كسرى من اليمن حتى مصر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية