* اليوم تبدأ بطولة أوروبا، الانطلاقة “الحقيقية” نحو التربع على عرش القارة العجوز، تولد من حيث انتهت فترة “كشف الأوراق”، لتكون “العملية” من دون “أسرار”.. مواجهة للوداع أو الاستمرار.

* 8 منتخبات ودّعت المشهد، وفي ظرف 3 أيام سيودّع مثلهم، ليبقى الحوار محصورًا بين آخر 8 .. ما الذي حدث؟ وكيف اصطفَّ كل الكبار في “جبهة الموت”، لتبقى كل الاحتمالات مفتوحة في “جبهة الحياة”؟

* قبل ذلك، “ثورة الصغار” أنقذت فكرة الزيادة من الانتقادات.. تأهل أيسلندا وويلز وايرلندا الشمالية وسلوفاكيا لثمن النهائي سينهي الجلبة هنا على الأرجح، وهو رباعي من ضمن 5 منتخبات تأهلت للبطولة لأول مرة، كنتيجة مباشرة لتلك الفكرة.

* ولكن، يبدو أن ثمة إجماعًا على أن زيادة عدد المنتخبات من 16 إلى 24، أصاب البطولة بـ “مقتل فني”.. وذلك لا يعد تناقضًا، إذا ما وضع في الاعتبار المستوى المتدني لبعض منتخبات “الوسط”، كالسويد وتركيا وروسيا وأوكرانيا والتشيك، التي حققت مجتمعة 6 نقاط فقط!

*  الآن تحوّل مصدر الصداع الحقيقي للمنظمين وباتت علامة الاستفهام تتركز حول مسألة اصطدام كل الكبار وجهًا لوجه “قبل الأوان”، ليخلو، وبشكل مؤكد، المشهد الكبير من نهائي كبير.

* وإذا ما تم استثناء اسبانيا وانجلترا، اللتان حلتا في المركز الثاني، فإن بقية “الكبار” قد أنهوا المهمة الأولى بنجاح، عندما احتلت منتخبات إيطاليا وفرنسا وألمانيا صدارة مجموعاتها، لتكون المكافأة، وعلى نحو غير معتاد، طريق وعر!

* هذا يعيد الحديث نحو محور الجدل، -الزيادة- وما ترتّب عليها من تغيير، وربما خلل في النظام والقواعد.

* العودة للخلف ستكون بمثابة الفخ للجميع، في أدوار خروج المهزوم المعطيات والحسابات المسبقة تبقى في مكانها، على الورق..

* اليوم: من الواضح أن كفتي بولندا - سويسرا متكافئتان لأبعد الحدود، كرواتيا “المنتخب” له الكلمة العليا على البرتغال “الفردية - المهلهلة”، في حين ترمي الخصوصية صبغة الغموض على مواجهة ويلز- ايرلندا الشمالية.

* غدًا: صاحبة الأرض تنتظر “معركة” بذكريات “يد هنري”، ايرلندا لديها ما “تقاتل” من أجله، وإن كان عمر الحادثة قد بلغ 7 سنوات.. بطلة العالم سترد “الدين الودي” لسلوفاكيا، و”لغز” المجر ينتظر منتخب “الأسماء”.. أي شيء آخر باستثناء تأهل فرنسا وألمانيا وبلجيكا سيدرج في خانة المفاجآت المدوية.

* بعد غد: حيّز الخطأ انتهى أمام الإنجليز، أيسلندا “الشرسة الصغيرة” تلعب بكثير من الفخر وقليل من الخوف، وهذا خطير في عرف كرة القدم.. أما الحدث الأبرز فهو نهائي 2012 المكرّر، إيطاليا- إسبانيا وجهًا لوجه، في هذه الحكاية يتوقف الكلام، قبل أن يتجدّد ليفرز الكثير من منطلق الصراع الأزلي بين الواقعية والجمال.