العدد 2758
الثلاثاء 03 مايو 2016
banner
“كارثة” بيب هاني اللولو
هاني اللولو
إضافـــــــــة
الثلاثاء 03 مايو 2016

في كرة القدم ثمة حكايات واقعية لن تصل المفارقات فيها بتلك الغرابة حتى لو رسمت “مجازًا” في خيال مؤلفي قصص الدراما والإثارة.
الإسباني بيب غوارديولا، ترك إسبانيا قبل عامين بهدف توسيع دائرة تجاربه ونجاحاته، لكنه كلما واجه عقبة اسبانية توقفت أحلامه وتكسرت عندها بقسوة.
حدث هذا مرتين، وهو اليوم أمام الثالثة، -الأخيرة له قبل ترك ألمانيا والتوجه لانجلترا-؛ منعطف بالغ الخطورة لإحياء اسم برز ولمع ووصل القمة بسرعة البرق في عالم التدريب، حتى بدا “الرجل الأنيق” ظاهرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، -ظاهرة- يحاول الكل استنساخها..
ليس ثمة كوارث بالمعنى الصحيح في كرة القدم؛ لكن لو حدث وفشل اليوم أمام عقبة اسبانية جديدة، فعندها سيمضي غوارديولا أيامًا وأسابيع وشهورًا لتبرير الفشل، ومحاولة إسكات ضجيج المنتقدين، وبدء رحلة مريرة لتنظيف الصورة وتلميعها من جديد.. هذا يحكي ويلخّص معنى الكارثة؛ الضريبة التي يدفعها “الكبار” عند الفشل.
لطالما كانت أساليب بيب وفلسفته المبنية على الاستحواذ والهجوم، وإغفال أو ربما إهمال أهمية الدور الدفاعي بالدرجة المطلوبة، محل جدل واسع.. و“التيكي تاكا” كما يطلق عليها اليوم قد تتحطم على صخرة “الواقعية”، وهذه قصة جدلية أخرى، نجح فيها اتلتيكو- سيميوني بامتياز ذهابًا قبل أسبوع.
90 دقيقة أو أكثر، ستكون مفصلية في مشوار بيب التدريبي؛ القرارات والقراءة اليوم -بالخيارات والأسلوب- لا بد أن تتحلى بكثير من الدقة..
مولر ورقة لا غنى عنها في بايرن، ألابا قوي بسرعة ضرورية كمدافع، لكنه أكثر تحليقًا في موقع الظهير، بواتينغ عاد مؤخرًا، تقييم الحالة البدنية والفنية كان أمام غلادباخ.
من أين يمكن “ضرب” تكتلات اتلتيكو؟ التركيز على الأجنحة لا يجب أن يكون على حساب العمق، والزيادة العددية في الهجوم لا يجب أن تخل بتوازن الفريق.
صداع سبّبه سيميوني لغوارديولا؛ وصفته العلاجية مركبة ومعقدة..
هو منعطف شديد القسوة فعلاً؛ النجاة منه يعني وقف “الكارثة” وطي صفحة “الفشل الاسباني”.. ولاستبدال قصة الدراما والإثارة تلك، بيب مطالب بحياكة سيناريو محبوك بعناية فائقة، حتى يتحوّل القالب للرومانسية التي يجب أن تكون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .