العدد 2387
الثلاثاء 28 أبريل 2015
banner
وزير الصحة يقرع جرس الإنذار غسان الشهابي
غسان الشهابي
ذرائع
الثلاثاء 28 أبريل 2015

في حديثه إلى “البلاد” كان وزير الصحة صادق الشهابي صريحاً كعادته كما هو في أحاديثه السابقة. الواقع أنّ الكلمة تطرح عشرات الأسئلة وكلما أعاد الإنسان قراءتها يكشف ما تحمل من دلالات خطيرة. كانت تتعلق بالأطفال وبالتحديد مرض السكر. لم يعد خافيا أنّ طب الأطفال يعد واحداً من أهم وأبرز التخصصات الطبية وإعلان الوزير كان بمثابة قرع لجرس الإنذار ورسالة الى الآباء والأمهات بأنّ اطفالهم في خطر وبالتالي فإنّه آن الأوان للالتفات الى الموضوع بجدية واهتمام اكبر.
أنماط الحياة غير الصحية بالإضافة الى سلوك الإنسان وعاداته اليومية من طعام وشراب وحركة وغيرها تمثل تحديات صعبة امام اولياء الأمور وأمام وزارة الصحة على حد سواء كما يمثل الانتشار الواسع للأمراض المزمنة غير السارية كالسكري وأمراض القلب والسرطان أكبر تحد لكل دول العالم وفي الخليج بشكل خاص. ورغم الإنجازات في مجال تطوير خدمات رعاية الصحة الأولية وطب الأطفال الا انه في مقابل ذلك فإنّ آخر الإحصاءات المسجلة حول سكر الاطفال تشهد زيادة مستمرة وهو ما يعد تهديدا حقيقيا للطفل وذويه. إذ سجلت إحصاءات عيادات السكري المتخصصة بالأطفال بالسلمانية خلال العشر سنوات الاخيرة زيادة المعدل السنوي للحالات الجديدة بنحو 70 حالة سنويا.
الوزير لا يوجه التحذير الى شريحة الأطفال ذلك انّ هذه الفئة بحكم السن لا تستوعب خطورة المرض وقد تكون الأكثرية منهم غير مدركة لماهيته فضلا عن خطورته. لذلك فإنّ اصابع الاتهام تذهب الى الآباء والأمهات بالدرجة الأولى الذين هم الأكثر التصاقا بالطفل والأقرب اليه نفسيا وجسديا. فالبعض منهم لا يكف عن ازجاء المواعظ وتوجيه الاتهامات الى الجهات الأخرى من رسمية وأهلية حول ما يتعرض له اطفالهم من خطر بيد أنّ أحدا منهم لا يمارس واجبه كأب وأم من رقابة على ابنائه وهي معضلة حقيقية. وأصابع الاتهام تذهب الى فئة من المربين الذّين حصروا مهمتهم في التعليم دون ان تتجاوزه الى التوعية والتثقيف الصحيّ الذي هو بنظرنا لا يقلّ اهمية عن الأول ذلك انّه يستحيل ان نزرع التعليم في الاجسام العليلة. ونعتقد أنّ الأمرين “الصحة والتعليم” متلازمان. والاتهام ايضا يذهب الى كل من له علاقة بالأطفال من افراد المجتمع. لابدّ من الاعتراف أنّ هناك تقصيرا أو إهمالاً أو تفريطا بالواجب من قبل هذه الفئات جميعها مما تسبب في بلوغ الرقم الى سبعين طفلا في السنة.
إنّ رسالة الوزير على بساطتها بالغة الأهمية ولابدّ ان تكون لها الاستجابة السريعة من جميع هؤلاء اضافة الى المسؤولين بالوزارة. فلا يجب التعاطي معها بوصفها كلمة عابرة ومرتبطة بمناسبة بل لابدّ من الوقوف امامها بالجدية التي تستحقها أما التهاون حيالها فإنّ هذا يعد تفريطا بأغلى ثروة وطنية على الاطلاق.
يمثل الوزير صادق الشهابيّ أحد القلائل الذين يكرسون جلّ وقتهم لمتابعة الشكاوى المتعلقة بوزارته شخصياً كما انه دائم التواصل مع الكتّاب والصحافة لتقصي المشكلة وتلك منقبة لا يتمتع بها الاَ الواثقون بأنفسهم. انّ مواجهة المشكلة سلوك ينم عن شعور بالغ بالمسؤولية ناهيك عن كونه ممارسة حضارية تسهم بالارتقاء بالعمل الإداري وإصلاح الخلل. على العكس ممن يضيقون بالنقد فإنّ هؤلاء يؤكدون فشلهم وعدم جدارتهم بالمسؤولية. الاعتراف بالتقصير هنا أو هناك يدعو الى الإعجاب بكل تأكيد.
لا يمكن أن نحمّل الطفل مسؤولية إصابته بالسكر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية