العدد 2552
السبت 10 أكتوبر 2015
banner
على أعتاب بداية دور انعقاد قادم أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 10 أكتوبر 2015

يمثل دور السلطة التشريعية ممثلة بمجلس الشورى وعلى وجه الخصوص مجلس النواب المنتخب حراكاً ديمقراطياً يمثل لبنة خصبة في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه المولى تعالى ورعاه، ومن أجل ذلك فإننا وعلى أعتاب بداية دور انعقاد قادم يكتنف المواطنين كثير من الإحباط نتيجة ضعف الأداء خلال دور الانعقاد الماضي، لاسيما فيما يرتبط بموقف النواب الفضفاض بخصوص دعم اللحوم، وما أثير مؤخراً من أن مقترحات بعض السادة النواب باتت تعبر عن رفاهية برلمانية يعيشها بعض النواب بعيداً عن الهموم الحقيقية للناس، وذلك من خلال ما عبر من خلاله بعض المواطنين حول استيائهم الممزوج بالسخرية حول مقترح (الوشم)، وذلك في ظل التفريط الحاصل من السادة النواب في توظيف الأدوات الرقابية والتشريعية في مواجهة ومعالجة القضايا الحقيقية التي تمس حياة الناس ومعيشتهم، لاسيما في ضوء التحديات الكبيرة التي تعيشها البلاد بسبب تراجع أسعار النفط والتوجهات الحكومية الجديدة برفع الدعم عن بعض السلع الأساسية، والتي بدأت باللحوم حيث ذهبت مقترحات النواب بهذا الخصوص أدراج الرياح، وذلك دون إبداء أية ردة فعل على ذلك، إلى جانب أمور كثيرة خذل فيها النواب المواطنون الذين انتخبوهم بعد أن أبرزوا مساعيهم في الحصول على امتيازات إضافية لهم على حساب تلك الامتيازات التي يطالبهم المواطنون بإقرارها لهم، وذلك على الرغم من قسَمهم على صيانة حقوق المواطنين وتقديم مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
إذاً المواطنون مستاءون أشد الاستياء من دور النواب خلال دور الانعقاد الماضي؛ وذلك بسبب ضعف دورهم وقوة تفاعلهم مع هموم الناس، حيث يتهمهم الناس بأنهم لم يكونوا على قدر الحدث في مواطن كثيرة، كما أن مواقفهم إزاء الحكومة كانت ضعيفة ومهلهلة وتتمثل في بداية الأمر بالرفض لبعض الأمور والرغبة في اتخاذ موقف ما، ثم ما تلبث أن تتحول بشكل جذري وكأنما قد تغيرت المعطيات على أرض الواقع حتى يتبدل الموقف بهذه الصورة غير المبررة.
ومن خلال استقراء معطيات تفاعل المواطنين مع دور النواب خلال الفترة الماضية فإنه يتضح أن هناك كثيرا من النقاط التي ينبغي وضعها على الحروف بصورة أو بأخرى، فما يبدو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك استياء شعبياً عارماً وصدمة مما يراه الناس من أداء النواب غير المجدي في وجهة نظرهم، حيث لم يكن لمجلس النواب كسلطة منتخبة أية ردود أفعال مؤثرة ومن شأنها أن تحقق مكتسبات حقيقية على أرض الواقع للمواطنين الذين ملوا الانتظار حتى أتت عليهم سنة 2015م كسنة كبيسة لم يجدوا بفضل جهود النواب أية تأثيرات على أرض الواقع، والتي لم تولد لدى المواطن أية قناعة معتبرة بأن هؤلاء النواب أبلوا بلاء حسناً خلال دور الانعقاد السابق.
إن الناس كانوا يترقبون أن يكون للنواب دورهم المأمول في التعاطي مع المخالفات المالية والإدارية الواردة في تقرير ديوان الرقابة المالية، وفي اعتماد ما يتأمله المواطنون فيما يرتبط بالجوانب المالية المقترنة بإقرار الميزانية، وفي معركة إثبات الوجود في مختلف السجالات التي جرت بين النواب والحكومة والتي لم يكن موقف السادة النواب فيها معتبراً ومؤثراً بالصورة التي يتأملها المواطنون، بل والذي زاد من استياء المواطنين بصورة أكبر يتمثل في سعي بعض النواب إلى تحقيق مكتسبات وامتيازات وكأنما رشحه الناس ليكون نائباً ليستهتر بحقوق الناس وينشغل بمصالحه الفئوية على حساب مصالح الناس.
زبدة القول
في ظل حالة الاستياء العارم من المواطنين إزاء الأداء البرلماني الضعيف لمجلس النواب الذي عجز عن توظيف صلاحياته الممنوحة له دستورياً في محاسبة المقصرين والعقاب على المخالفات الواقعة في السلطة التنفيذية، فإن السادة النواب مطالبون خلال دور الانعقاد القادم بقوة بأن يغيروا الصورة التي رسخت لدى المواطنين عنهم، ونترقب في الأيام القادمة صناعة دور أكبر للسادة النواب في استيعاب مصالح المواطنين ورفع مصلحتهم فوق كل مصلحة فئوية أو شخصية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .