العدد 2517
السبت 05 سبتمبر 2015
banner
الإرادة الوطنية لشعب البحرين أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
السبت 05 سبتمبر 2015

في ظل التحديات التي تعيشها شعوب المنطقة وشعب مملكة البحرين على وجه التحديد، فإن إرادة هذا الشعب المتماسك في بعده الاجتماعي والثقافي والسياسي تمثل حجر الزاوية لمواجهة هذه التحديات، حيث تبقى الإرادة الوطنية الصخرة التي ينكسر من صلابتها كل تهديد أو خيانة أو تعد على تراب هذا الوطن الغالي.
على الرغم من أن فقدان الأمن في ظل ما تعيشه المملكة من تحديات أمنية بسبب ما يقوم به الإرهابيون من أعمال تهدد أمن الوطن والمواطن يحطم الآمال ويزرع الخوف في النفوس، إلا أن الإرادة الوطنية في خضم ذلك ستبقى القادرة على تجاوز التحديات وترسيخ أسس البناء التنموي الرائد في المنطقة، حيث إن شعب البحرين كان ومازال صاحب قوة وشكيمة وعزيمة قوية في البناء على ما تحقق من مكتسبات لتطويرها بما يسهم في الوصول بالوطن إلى أعلى مراتب التقدم والرفاه، وذلك في ظل ما يعيشه ويحييه في أوساطه من قيم للتسامح والتعايش والتآخي التي تربط بين أبناء البحرين، حيث تمثل هذه القيم السياج الذي يحمي الوطن وأهله في سبيل مواجهة أية محاولات لإثارة الفتن والشقاق بين أبناء الوطن الواحد لتحقيق أغراض لا تخدم مصلحة الوطن وشعبه، كما أن القدرات الوطنية والكفاءات التي تتميز في جميع التخصصات كانت ومازالت وستبقى لبنات صلبة في بناء كيان الوطن المتماسك والمتنامي.
إن الإرادة الوطنية لشعب البحرين في صلابتها وتماسكها الكفيلة بإنقاذ الوطن والنأي به عن الفتن والصراعات في ظل ما تمر به المنطقة من مخططات تستدعي اليقظة وأخذ الدروس في ظل الوضع الإقليمي والعالمي الذي بات يحتاج إلى تعاون عربي أكثر على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني؛ ليكون التعامل مع هذا الوضع أكثر فعالية، حيث يجب أن تنطلق الإرادة الوطنية في صناعة مجد الوطن من منظور المسؤولية المشتركة التي أكدها التحرك الخليجي الحالي والفعال، لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار المخطط من أعداء الأمة في بعض الأقطار، مما يستلزم أخذ الحيطة والحذر والتماسك بالتعاون الشامل الذي بات يمثل خياراً استراتيجياً لدحض مؤامرات الشر ضد الوطن بإرادة وطنية متماسكة ومؤثرة وفعالة تستهدف تقوية الداخل.
لقد أثبتت الإرادة الوطنية منذ عقود القرن الماضي كيف أن تماسكها كان يمثل سداً منيعاً أمام كل من تسول له نفسه النيل من مقدرات الوطن، فجميعنا يستذكر تلكم الأحداث التي عبرت في سبيل مواجهتها مختلف الأطياف عن قوة هذه الإرادة الوطنية في تماسكها وصلابتها، ولا شك أن التصويت الذي أجرته الأمم المتحدة في السبعينات من القرن الماضي حول عروبة البحرين والقبول بأسرة آل خليفة حكاماً لها مع رفض أية وصاية إيرانية عليها يؤكد مدى تماسك هذه الإرادة، هذا فضلاً عن مواجهة ما جرى مؤخراً من أحداث استهدفت النيل من أمن هذا الوطن منذ العام 2011م، حيث كانت هذه الإرادة حاضرة وبقوة لتنكسر بفضل صلابتها خيانة كل خائن يستهدف انتهاك حرمة أمن هذا الوطن الغالي، فرغم كل الحوادث الإرهابية التي حصلت إلا أن هذه الحوادث كانت ومازالت غريبة على شعب البحرين، حيث يقوم بها شرذمة قليلون من أولئك الذين باعوا وطنهم بأرخص الأثمان، وعلى الرغم من استنكار النسبة العظمى من شعب البحرين هذه الأعمال، إلا أن أمثال هؤلاء مازالوا في غيهم يعمهون، ومازالوا في ضلالهم مستمرون، وبإذن المولى سيندحرون بفضل صلابة الإرادة الوطنية لهذا الشعب الذي يكن لهذا الوطن وقيادته الرشيدة كل التقدير، ونسأله تعالى الأمن والأمان والسلامة والإسلام.

زبدة القول
تمثل الإرادة الوطنية لشعب مملكة البحرين حجر الزاوية الذي يمكن من خلاله تحقيق الآمال والتطلعات المأمولة والمرجوة؛ لذلك فإن هذه الإرادة الوطنية تمثل رسالة لأولئك الإرهابيين الذين ما فتئوا يكيدون لينالوا من أمن هذا الوطن، ونسأله تعالى أن يحفظ علينا وطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة... اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية