العدد 2513
الثلاثاء 01 سبتمبر 2015
banner
العرب ووقف التمدد الإيراني أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الثلاثاء 01 سبتمبر 2015

يمثل التمدد الإيراني والأطماع الصفوية خطراً كان ومازال محدقاً بالأمة العربية والإسلامية منذ أن اعتلى نظام الملالي سدة الحكم في طهران، فمنذ تلك الفترة قبل أكثر من ثلاثين عاماً والنظام الصفوي يخطط للتمدد وبسط النفوذ، فهو كان ومازال في صراع مع جيرانه بسبب الأطماع التوسعية التي يوظفه من خلالها الغرب من أجل مزيد من التأجيج في المنطقة ابتغاء تحقيق المصالح المبتغاة، وذلك حتى أتى توقيع القوى الغربية الاتفاق النووي مع إيران ليمثل ضوءاً أخضر للمارد الصفوي لكي يزيد من تهديداته لدول المنطقة.
إلا أنه ومنذ انطلاق عملية عاصفة الحزم قبل عدة شهور بقيادة المملكة العربية السعودية بتحالف عربي مشترك وضع العرب في ذلك النقاط على الحروف، فالعرب اليوم لم يعودوا بعد أن عصفت بهم موجات التغيير فيما أطلق عليه “الربيع العربي” الغابر تلك القوة المفككة المتهالكة، وهم باتوا يمتلكون من النفوذ اليوم ما كانوا لا يمتلكونه بالأمس القريب بفضل وحدتهم وتوحد أهدافهم، فبعد التوحد في سبيل إيقاف التمدد الصفوي في اليمن تستنجد بهم الجمهورية الليبية لإيقاف خطر داعش عن التمدد هناك، ومن جانب آخر هاهي عملية إعادة الأمل تستمر لتحقق أهدافها في تحرير الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين ومن ساندهم من قوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث إن مما يثلج الصدر أن تكون المملكة العربية السعودية وبمعيتها دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية والإسلامية تدعم وتساند هذه العملية التي حققت بفضل المولى تعالى ومنه وكرمه في مدة قصيرة نتائج مبهرة تمثلت في تحرير جزء كبير لا يستهان به من التراب اليمني الطاهر من رجس الحوثيين الموالين للنظام الصفوي الحاكم في إيران ومن أعوانهم من أنصار الرئيس المخلوع.
ها هو عبد ربه منصور هادي الرئيس المعترف به دولياً لليمن يبدأ أول زيارة رسمية للخارج ليصرح بما أنجزته قوة التحالف من تحرير لليمن، حيث توجه في زيارة رسمية إلى الدولة الجارة السودان الذي ما عاد داعماً لحركة التمدد الصفوي بعد أن طرد جميع من يمثل هذا النظام في المراكز الثقافية التي كانت منتشرة هناك؛ وذلك لقناعته التامة بأن هذا النظام بات يهدد الدول العربية ليسقطها واحدة تلو الأخرى بعد سيطرة هذا النظام الفاشي على العراق وسوريا ولبنان، إلا أن يده الملطخة بالدماء قطعها التحالف العربي عندما تمددت بكل وقاحة ناوية الاستيلاء على اليمن الشقيق لتحكم الحصار على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي أدركت خطورة هذا النظام وأوقفته عن تمدده وخططه التوسعية.
إن زيارة فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السودان الشقيق ومن بعده إلى المغرب الشقيق تأتي في إطار التشاور حول أهم القضايا التي تهم المنطقة في هذه المرحلة المتمثلة في استقرار اليمن وتثبيت الشرعية فيه، وذلك بعد وقوف السودان منذ وقت مبكر مع المملكة العربية السعودية ودول تحالف عاصفة الحزم الهادفة إلى تثبيت الشرعية في اليمن، حيث بدأت دول تحالف إعادة الأمل تثبيت الشرعية والقيام بالدور المطلوب من الجميع في دعم الأشقاء اليمنيين لإكمال الشرعية وإعادة البناء ودعم المحتاجين.

زبدة القول
إن التماسك العربي في ظل التحديات الراهنة لم يعد كما كان، ولئن كانت هذه الصحوة العربية قد جاءت متأخرة ولا تمثل بعدها الوقائي المنشود، إلا أن تماسكها جاء بصورة فاجأت دول العالم قاطبة؛ لتعلن من جديد الرغبة الحثيثة من الدول العربية كي تكون لها كلمتها المؤثرة في الرأي العام العالمي، وحتى لا تكون لعبة في يد القوى العالمية التي لا تبحث إلا عن مصلحتها، ونتطلع في القريب العاجل إلى تماسك واتحاد وتنسيق للجهود بين الدول بصورة أكبر لمواجهة التمدد الإيراني وأي خطر وإيقافه عند حده، ونسأله تعالى أن يقينا تعالى شر الأشرار وكيد الفجار... اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية